الدينيةليبيا

بيان الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الاسلامية لتعزيز جهود التصدي لفايروس كورونا

بخصوص بعض الإجراءات الوقائية الخاصــة بمنع
تفشــي مرض (الكورونا) ببلادنا ليبيا حــتى ينجلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى أله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فانطلاقا من تعاليم شريعة الإسلام السمحة التي جاءت بحفظ الضروريات الخمس، التي هي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا.
وبناء على ما تقرر من الأصول الشرعية الدالة على أن دفع المفاسد أولى من جلب المصالح.
وتعزيزا للخطة التي أطلقتها الجهات المسؤولة في الدولة، والمتمثلة في المجلس الرئاسي والمؤسسات الصحية.
وحيث أنه لا يخفى على عامة مجتمعنا ما أنتشر خبره في وسائل الإعلام من تفشّي وباء (كورونا المستجد) المعدي في دول كثيرة من دول العالم وبعضها من الدول المحيطة ببلادنا ليبيا -حرسها الله-.
وقياما للهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بواجبها الديني والوطني إذ هي الراعية لبيوت الله تعالى ومراكز التحفيظ، فإنها توجه كافة إخواننا المصلين إلى ما يلي:
أولا: تدعو الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الجميع إلى تحقيق ما أمر الله به من الفرار إليه سبحانه دائما وعند نزول المصائب خاصة، قال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)، وقال سبحانه: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)، وقال سبحانه: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، مع اعتقاد أن الأمر كله بيد الله تعالى وحده لا شريك له.
ثانيا: التأكيد على تحقيق عبادة التوكل على الله تعالى، والتوكل هو اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالأسباب الشرعية المقررة، قال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) أي كافيه.
ثالثا: لا شك أن الأصل وجوب صلاة الجماعة في المساجد في حق الرجال وهذا الوجوب مُقيد بالقدرة والاستطاعة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
رابعًا: بالتتبع لما نصت عليه الشريعة وكلام العلماء؛ يجوز لولي أمر المسلمين إذا رأى ضرورة أن يُلزم الناس بالصلاة في المنازل، ويمنع إقامة الصلاة في المساجد بما في ذلك صلاة الجمعة، ويلزم على أهل المساجد الاستجابة لذلك، طاعة لولي الأمر.
والهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بناءً على ما جاء في تقريرات أهل العلم المشار إليها واستجابة للتوجيهات الواردة في كلمة رئيس المجلس الرئاسي السيد/ فايز السراج -حفظه الله- القائمة على الحرص على المصالح العامة للمسلمين، ودفع الأذى عن عموم أهل بلادنا، فإنها تعلن عزمها على الدعوة إلى إقامة الصلوات في المنازل وإيقاف إقامة شعائر الصلوات الخمس وصلاة الجمعة في المساجد إلى أن يرفع الله البلاء عنا، ونسأل الله أن يكون ذلك عاجلاً غير آجل، وذلك ابتداء من صلاة مغرب يوم الاثنين: 16/03/2020م، وعلى الإمام تنبيه المصلين خلال صلاتي الظهر والعصر من ذات اليوم.
خامسًا: وجوب الحرص على إقامة شعيرة الأذان في كل مسجد عند كل وقت، ويُشرع أن يقول المؤذن بعد انتهاء الأذان: (صلوا في رحالكم) كما جاء في السنة.
سادسا: يتم تعليق الدراسة بمراكز التحفيظ واعتبارا من السبت الماضي، بتاريخ: 14/03/2020م، وحتى عشرة أيام قابلة للتمديد.
سابعا: الواجب على الجميع أن يلتزموا بتوجيهات ولاة الأمر في هذا الشأن وجهات الاختصاص كوزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأمراض وغيرها من الجهات ذات الاختصاص.
أخيرا من أعظم ما يحفظ الله به العبد تقوى الله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك)، وذلك بحفظ أوامر الله والبعد عن معاصيه، مع العناية بالأذكار الشرعية في الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء) صححه الالباني، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم.
هذا ونسأل الله العظيم أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل شر، آمني.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى اله وصحبه وسلم.
الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية
الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الاسلامية لتعزيز جهود التصدي لفايروس كورونا 2 scaled admin الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الاسلامية لتعزيز جهود التصدي لفايروس كورونا 1 scaled admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى