كتاب الرائ

بإختصار – تساؤلات ما بعد ابوظبي !-

عصام فطيس -

بإختصار 

عصام فطيس

تساؤلات ما بعد ابوظبي !

شكل اللقاء الذي دار الاسبوع الماضي في ابوظبي بين رئيس المجلس الرئاسي السيد فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر  بناء على دعوة من رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا السيد غسان سلامة ، الحدث الأبرز على الصعيد المحلي ، وتعود أهمية اللقاء انه تزامن مع عمليات الجيش الليبي في الجنوب الليبي المنسي لإعادة هيبة الدولة وطرد العصابات المسلحة التي انتشرت في البلاد بعد 2011 ،  وتصاعد الحديث من هنا وهناك عن احتمال ان تتطور عملية الجيش الى ماهو ابعد من ذلك وهو الامر المستبعد لأسباب عدة يطول شرحها وقد نعرج اليها في حين اخر .

اللقاء الذي يعد الاول بين الرجلين منذ اخر لقاء بينهما في مايو من العام الماضي اسفر عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا من خلال انتخابات عامة، وهو الامر الذي أكدته البعثة الأممية  مشيرة في تغريدة لها الى اتفاق الطرفين على ضرورة انهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة وسبل الحفاظ على الاستقرار .

ولا خلاف على ان المبعوث الأممي غسان سلامة ما فتأ في تحقيق اختراقات تمكن خلالها من كسر الجمود السياسي الذي صاحب الأزمة الليبية في الآونة الاخيرة وتمكنه من الجمع بين السراج وحفتر قطع الطريق على بعض الاطراف الإقليمية والدولية التي استغلت انطلاق العملية العسكرية في الجنوب الليبي  للسعي الى المزيد من التصعيد وادخال البلد في المزيد من الفوضي ، الا ان التحديات الماثلة امام سلامة تبدا بعد عودة الرجلين الى ليبيا ، لعل اولها هل يوجد برنامج عملي واطار زمني  لتنفيذ اتفاقهما لإنهاء اطول مرحلة انتقالية عرفها التاريخ ؟

ماهي الترتيبات المزمع اتخاذها  لاحواء الانتخابات العامة ؟ هل ستضم كل الليبيين ام سيتم استثناء إعداد منهم  بعد الحديث عن عمليات تزوير واسعة في منظومة الرقم الوطني ؟ و ماهو وضع المهجرين الذين يشكلون رقما لا يستهان به  ؟ هل استعدت المفوضية العامة للانتخابات  لهذا الحدث المفصلي الكبير ، وهل بإمكانها ان تغطي كل الدوائر الانتخابية ؟  خاصة وانها اشتكت اكثر من مرة عن تجاهل الرئاسي لها وعدم قيامه بتحويل المخصصات المالية اللازمة لسير العملية الانتخابية !

هل ضمنت الامم المتحدة تحييد اي تحرك سلبي من بعض الاطراف الإقليمية والدولية لعرقلة اي مسعي لحل الازمة الليبية ؟

وحتي لا نتهم بالتشاؤم و وضع العصي في الدوالايب ، يظهر لنا من لقاء ابوظبي بصيص الضوء الذي ننتظره للخروج من النفق المظلم ، ولوضع النقاط على الحروف كانت تساؤلات مابعد ابوظبي !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى