كتاب الرائ

بإختصار – الفرصة الاخيرة –

عصام فطيس -

بإختصار

عصام فطيس

الفرصة الاخيرة

هل بإلامكان القول ان لحظة الحقيقة بدأت تدنو مع اقتراب الموعد الذي حددته الامم المتحدة لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع والذي سيضم  الفرقاء الليبيين من اجل وضع خارطة طريق لإنهاء حالة الفوضي في البلاد والتي تفاقمت  بعد عملية فجر ليبيا والتي عمقت الانقسام في البلاد ، وأحدثت شروخا وتصدعات وانشقاقات لا زلنا نعاني من توابعها الى يومنا هذا،  الأنظار بدات تتجه هذه الايام الى ممثل الأمين العام  الخاص في ليبيا السيد غسان سلامة ومتابعة لآخر ترتيباته من اجل  انعقاد هذا المؤتمر الجامع والذي سيشكل منعرجا كبيرا للازمة الليبية وذلك بناء على خارطة الطريق الأممية التي قدمها سلامة الى مجلس الامن في العام 2017 .

وتنقسم خارطة سلامة الى ثلاثة مراحل؛ كان من المفترض أن تنتهي مرحلتاها الأولى والثانية اللتان لم تنفذا خلال عام، بحسب الوعاء الزمني الموضوع في تلك الخارطة.

وكانت الخارطة قد نصت في مرحلتها الأولى على وجوب تعديل   (اتفاق الصخيرات)، ومخرجاته التي لاتزال صامدة رغم الانتقادات الشديدة التي وجهت اليه ، و وجود تسريبات حول التوافق على تعديله الا ان ذلك لم يحدث ، ونتيجة لمراوحة المشهد الليبي في مكانه اضطرت الامم المتحدة الى الانتقال الى الخطة (ب) دون الخوض في تفاصيلها التي يعلمها الحميع نقتطف منها جزئية عقد “مؤتمر وطني جامع  يهدف إلى فتح الباب أمام أولئك الذين تم استبعادهم (من جولات الحوار السابقة)، وأولئك الذين همشوا أنفسه (هذه النقطة بالذات غير مفهومة بتاتا ) وتلك الأطراف التي تحجم عن الانضمام إلى العملية السياسي ، (من هي ؟ الإجابة عند البعثة الأممية )

ورغم ان الخطوة القادمة التي تعتزم الامم المتحدة الشروع في تنفيذها خلال الايام القادمة قد تكون بارقة الأمل التي يتطلع اليها الليبيون الا ان هناك تخوف وترقب وتساؤلات وتخوفات مشروعة شملت قطاع كبير من الليبيين لها اول وليس لها اخر  تتمثل في من سيحضر المؤتمر ؟ وما هي محددات اختيارهم ؟ ومن الذي اختارهم ، وهل سيكون المؤتمر مجرد احتفال مشهدي اخر سيزيد من تعقيدات الازمة الليبية ؟ وهل فعلا ان المؤتمر سيشهد استمرار المحاولة لتمكين جماعة الاخوان وحلفائها من مفاصل الدولة ؟

ومع وجود هذا الترقب والحذر والكم الكبير من التساؤلات تظل المراهنة الآنية على هذا المؤتمر  قائمة وذلك لإنقاذ ما يمكن انقاذه اذا ما توفرت الإرادة لذلك ، وحتي لا نقول اننا فقدنا الفرصة التي قد تكون الاخيرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى