كتاب الرائ

الفكرة .. المولد .. النشأة .. والتكريم –

الهادي الورفلي -

الفكرة .. المولد .. النشأة .. والتكريم

الهادي الورفلي

الأفكار بنات الكاتب .. ، وكل فكرة تحمل اسمه .. ، ومشاعره ، وأحساسيسه ، وهو لذلك وحده من يحفل بها ويحتفل من أجلها .. ، والفكرة عند ” أبيها ” الكاتب تولد .. وتنمو .. وتترعرع في كنفه ، وتحت رعايته ، حتى تكبر ويراها مقالة في جريدة أو رواية في كتاب .. أو اقصوصة في مجلة أو قصيدة تلقى من فوق منبر في أمسية شعرية .. أو تبقى خاطرة يحفظها صاحبها أو والدها اقصوصة في مجلة أو قصيدة تلقى من فوق منبر في أمسية شعرية .. أو تبقى خاطرة يحفظها صاحبها أو ” والدها ” عن ظهر قلب ، حتى إذا نضجت وذهبت إلى الناس أضحت حكمة أو قول مأثور أو خلاصة تجربة تصلح أن تكون قدوة لإنسان آخر .

ولادة الفكرة ليست أمراً هيناً .. ولا حدثاً عادياً ، هي دائماً حدث استثائي يولد من رحم إما بعسر .. ، وإما بيسر، وكأنها ” الإلهام” الذي يأتي من فجأة وربما بدون عناء ..

الذين يمرون على الفكرة ” سواء وهي كمقال ، أو كرواية .. أو حتى كقصيدة .. أو ” سلسلة ” دراما ” أو شريط ” سينمائي ” يجنون منها ” المتعة في حالة الأعجاب أو هم يتفرون منها ، ويوجهون لها سهام نقدهم اللاذع والمؤلم ،هم في الأصل لم يعيشوا لحظات ولادتها العسيرة وآلامها التى تعصف بصاحبها ،سواء أكان ” كاتبا” أو مفكراً ” أو مبدعاً ،ولذلك لا عجب أن ” يرموا ” هذه الفكرة من أيديهم أو يهملوها أو يلقوا بها في سلة المهملات .. يفعلون ذلك دون إدراك لقوة تلك المعاناة التى تصيب صاحب الفكرة .. ، ودون أحساس بمدى الألم الذي يحتاج ” والدها ” وهو يراها تغتال من قارئ عابث .. أو شبه قارئ ..

الأفكار ” ليست كلها جيدة ورائعة ومبهرة .. ، وإن من الأفكار ما هو سيء وخبيث ، حتى أن البعض يطلق عليها ” أفكار شيطانية ” والعياذ بالله .. لكن الأفكار الجميلة هي التى تكرم وتبقى ، وتنتشر .. ، ويكرم مبدعها باعتباره حالة عبقرية متميزة . لابد أن يخلد في التاريخ .

الأفكار كائنات حية تعيش بيننا .. تنمو وتكبر ، وتتعاظم .. الرائع منها لها عطرها الذي تنتشي منه الروح ، ويعبق المكان .. والسيء يموت ويتلاشى بلا أثر .. ولاعطر .. ولاعبق جميل .. أليست الافكار كالإنسان منها الطيب ومنها الخبيث ؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى