الاجتماعية

العدوان على غزة مثالاً.. كيف تؤثر الحروب على الصحة النفسية للأطفال؟

تقترب الخسائر البشرية في قطاع غزة من 30 ألف شهيد ونحو 70 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال.

يؤدي تعرّض الأطفال في الحروب لتجارب الخسارة والدمار، إلى آثار طويلة الأمد على سلامتهم الجسدية والنفسية، فمع كل غارة جوية وإطلاق صاروخ، يتضاءل شعور الأطفال بالأمان مرة أخرى، ويكون البقاء على قيد الحياة هو مجرد البداية بالنسبة لهم.

وتؤثر الأحداث المؤلمة المرتبطة بالنزاع من فقدان العائلة والأصدقاء وتحوّل المدارس والمستشفيات إلى أنقاض، والحرمان من الغذاء والدواء والمساعدات الحيوية، وانتزاعهم من حياتهم أثناء فرارهم من القتال، والخوف من الموت في أي لحظة، على السلامة النفسية والعاطفية والعقلية للأطفال بطرق مختلفة، ويكون لها عواقب طويلة الأمد إذا تركت من دون علاج.

العدوان على غزة مثالاً.. كيف تؤثر الحروب على الصحة النفسية للأطفال؟

غزة “مقبرة للأطفال”

ولعلّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تشكّل مثالاً حيًّا على ذلك، فبعد مرور شهر واحد على اندلاعها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ “غزة أصبحت مقبرة للأطفال”.

واليوم بعد مرور أكثر من 4 أشهر لم يتغيّر الوضع، بل أصبح أسوأ، إذ تقترب الخسائر البشرية في القطاع من 30 ألف شهيد ونحو 70 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال.

يؤدي تعرّض الأطفال في الحروب لتجارب الخسارة والدمار، إلى آثار طويلة الأمد على سلامتهم الجسدية والنفسية، فمع كل غارة جوية وإطلاق صاروخ، يتضاءل شعور الأطفال بالأمان مرة أخرى، ويكون البقاء على قيد الحياة هو مجرد البداية بالنسبة لهم.

وتؤثر الأحداث المؤلمة المرتبطة بالنزاع من فقدان العائلة والأصدقاء وتحوّل المدارس والمستشفيات إلى أنقاض، والحرمان من الغذاء والدواء والمساعدات الحيوية، وانتزاعهم من حياتهم أثناء فرارهم من القتال، والخوف من الموت في أي لحظة، على السلامة النفسية والعاطفية والعقلية للأطفال بطرق مختلفة، ويكون لها عواقب طويلة الأمد إذا تركت من دون علاج.

غزة “مقبرة للأطفال”

ولعلّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تشكّل مثالاً حيًّا على ذلك، فبعد مرور شهر واحد على اندلاعها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ “غزة أصبحت مقبرة للأطفال”.

واليوم بعد مرور أكثر من 4 أشهر لم يتغيّر الوضع، بل أصبح أسوأ، إذ تقترب الخسائر البشرية في القطاع من 30 ألف شهيد ونحو 70 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال.

كما فقد 17 ألف طفل فلسطيني أهلهم أو انفصلوا عنهم منذ بداية العدوان، بينما يعاني 600 ألف طفل في رفح من ظروف معيشية مأساوية، وهم مهدّدون مع حوالي مليون ونصف مليون نازح بالمجاعة والأوبئة، ناهيك عن المخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل.

إزاء هذه المصاعب، يحتاج نحو مليون طفل في القطاع إلى خدمات الصحة النفسية والعقلية، بعد أن توقّف روتينهم اليومي، وحُرموا من الأنشطة التعليمية وأغلبهم لا يحصلون إلا على القليل، وقد لا يحصلون على طعام ولا مياه شرب ولا دواء ولا مرافق صحية ولا ملابس لفصل الشتاء.

ما هي عواقب الحروب على الصحة العقلية للأطفال؟

تحدّد منظمة “أنقذوا الطفولة” (Save the Children) عواقب الحروب على الصحة العقلية للأطفال، في ما يلي:

  • القلق والشعور بالوحدة وانعدام الأمن

فقد العديد من الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع منازلهم بسبب القصف، ونزحوا من أحيائهم، واضطروا إلى ترك أصدقائهم وعائلاتهم. ويمكن أن تؤدي مثل هذه الخسارة والاضطراب إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الأطفال المتأثرين بالحرب.

إنّ أهمية الأسرة، وما توفّره من رعاية ودعم للأطفال، تعني أنّ الانفصال عن الوالدين يمكن أن يكون من أهم محن الحرب على الإطلاق، ولا سيما بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا.

أي ضجيج غير مألوف، على غرار غلق الباب، يمكن أن يؤدي إلى ردة فعل لدى الأطفال، نتيجة خوفهم من أصوات الطائرات والصواريخ والحرب.

وتتجسّد حالة القلق لدى الأطفال في التبول في الفراش، وصعوبة النوم، والكوابيس، وتوتر العلاقات مع أحبائهم.

  • الانسحاب العاطفي

قد يصبح الأطفال الذين يتعرضون لمصادر متعددة للعنف، حساسين ومخدرين عاطفيًا، مما يزيد من احتمال تقليدهم للسلوك العدواني الذي يشهدونه واعتبار هذا العنف أمرًا طبيعيًا.

وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على قدرتهم على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين على المدى الطويل.

ويتمثّل الانسحاب العاطفي في العزلة والانطواء، وعدم التفاعل مع العائلة أو المجتمع، وعدم تكوين الصداقات.

  • العدوانية

قد يُظهِر الأطفال الذين نشأوا وسط نزاع مسلّح، عدوانية في سلوكهم مع أقرانهم وأفراد الأسرة. وقد يبدؤون بالشجار مع أصدقائهم والصراخ عليهم أو التنمّر على الأطفال الآخرين.

نتيجة غياب أي مكان للعب، أو حتى النزول إلى الشارع للهو، يضطر الأطفال لملازمة المنازل، ولهذا السبب يميل الأطفال إلى أن يُصبحوا أكثر عدوانية لأنّهم لا يحصلون على فرصة لإطلاق طاقتهم.

  • الأعراض النفسية الجسدية

تتجلّى مستويات التوتر المرتفعة لدى الأطفال في مناطق النزاع، في أعراض جسدية مثل آلام في الرأس والصدر، وصعوبة في التنفس، وفي بعض الحالات فقدان مؤقت للحركة في أطرافهم.

ويمكن أن يواجه العديد من الأطفال صعوبة في التحدث أو يبدؤون في التلعثم، وقد يعاني بعضهم من فقدان الذاكرة الجزئي.

  • إيذاء النفس

في بعض الحالات، لا يرى الأطفال أي خيار آخر سوى محاولة الهروب مما يعيشونه ومن البيئة المحيطة بهم عن طريق تعاطي المخدرات والكحول أو حتى إيذاء النفس والانتحار.

ومع ذلك، لا تزال الوصمة الاجتماعية والمواقف المتأصلة تجاه الصحة العقلية تشكّل تحديًا كبيرًا. وتظل المخدرات أو إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار من المواضيع المحظورة في العديد من المجتمعات، لا سيما في مناطق النزاع.

ونتيجة لذلك، من المحتمل أن لا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات في هذه المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى