كتاب الرائ

الانتماء في ظل الفساد !

نجاح مصدق

بكل الالوان

الأنظمة والحكومات باتت عامل ثقل وإرهاق للمواطنين وستار حجب عن اكتشاف ذواتنا امام حقيقة الانتماء للوطن والاعتراف له بالولاء والمحبة الحكومات الفاشلة المتكررة والمرتبكة في معالجاتها لكل مايتعلق بالمواطن واحتياجاته الأساسية ودعم وترسيخ قيم اخلاقية مجتمعية هي حكومات فاشلة قاتلة للمواطن حكومات مفترسة لما تبقى لنا من جرعات مقاومة لأنها إحالتنا إلى معتركات لا جدوى منها واستنفدت مخزون قدرتنا على التكييف والتعاطي مع وطن بات عاجز عن اعطاءنا ابسط حقوقنا او توفير الحد الادنى للعيش المستقر

ما نمر به يجعل الحياة مملة ومقلقة يبث فينا فقدان الأمل ويرخص قيم الكرامة الإنسانية في وطن تراه يباع في مزايدات رخيصة ومرتهن لأيديولوجيات غربية وفاقد لفعل العطاء واستقطاب طاقة الانتماء لدينا وطن مستباح من ابنائه قبل الاخرين وطن لم يعد له القدرة على تحقيق خط التوازن لوجودك فوق ارضه كل يوم يرسل لك عبر “مسجات” أوضاعه مضامين تهدد راحتك واستقرارك يكبر داخلك جرعات الخوف من الفقر والعوز والحاجة ويقطع رجاك من الأمنيات القريبة لربما لواقع أفضل كل يوم يكرس داخلنا حالة من الانسلاخ عن منظومة قيم كنا قد تربينا عليها وتشربناها تعلمنا تفاصيلها وعززناها بالحس الوطني والقومي اليوم الوطن يدفعنا بعيدا حتى لا ننتمي له يحاول أن يجد بدلاء اقدر منا على خوض لعبة البيع والشراء والمزايدات بلا قيم يبحث عمن يحدد له شكل ووجه اخر ربما مرقع بعمليات تجميل لإخفاء الوجه الحقيقي له الذي عهدناه يريدنا أن ننسى تفاصيله ونمسح أجندة قيم تربطنا به أو لنذهب للجحيم حيث الجوع والمرض ولبدين والغربة والتهجير انه يمارس معنا وعلينا لعبة شدة الحبل ورخوه علنا نفتح اكفنا ونسقط إلى أي مكان إلا هو المهم ألا نطالبه بان ينتمي لنا وهو من خلف برقع التزييف يعفينا من ضرورة الانتماء والولاء

وألا يظل صدى للانتماء في واقعنا الذاتي النفسي وواقعنا الاجتماعي و السياسي الوطني و واقعنا الفكري الثقافي الحضاري والإنساني بالمجمل هذه اللحظة هي الاصعب من بين كل اللحظات لان الفرد يفقد فيها انتمائه لنفسه قبل انتمائه لأي شي أخر وإن كان الوطن !

عندما ننتمي للحرية والعدالة والمساواة سوف تكون هناك ملامح لوطن يستحق ان نشهر انتماءنا له دون خجل وفي لحظة بلا تردد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى