كتاب الرائ

الاشتهاء خلسة

ياسمين عبد الناصر

الاشتهاء خلسة

كان عليّ أن أُخرج اسوأ ما فيّ، حتى تتوقف عن اشتهائي خلسة بين الحروف . كان لابد أن أصرخ في وجهك، ويُغني لك النبيذ نشازاً حتى تغلق لي فمي عنوة . كان لابد لي من أن أُغلق عيناي، وأحادثك بلغة الإشارة علّك تعي أنني أقطع كل مساحة في جسدي لمستَها بعد أن أتركك .. ولا أنسى أنني أدميتُ قدماي رقصاً فوق صدرك، لتعرف ما معنى أن تعتليني وتسرق مني القبلة والآه والشهقة، وتنتشي بنصرك على حساب هزائمي وخيباتي . كان علىّ أن أعلق كل أشتهاءاتك القذرة وخزاً بالدبابيس على عينيك، حتى تتوقف عن الغمز لي في مجالس العائلة .. وكان لابد أن ارسم شاهد المقبرة علي يديك حتى يُثقلهما فلا تصلاني، وحتى أن وصلاتا فبيننا حجاب .. وكلما لهج اسمي بـا لضوء، صممتَ أذنيك عني وعنه ونسيت أو تناسيت ما أورثنا أرباب الثورة من العطب والشهداء!! لن أقول بأنني كرهتك أو أنني سأكرهك، فسنين القطيعة لم تنضب منابعها بعد . حتى وإن أسكن الله بعضاً من روحه روحك، لا تستخف بذكائنا، نحن المعطوبون، الملاءى بالعزاءات والمثقلين بالشواهد . نسكت، نبتسم لكْ، نرسل تحية الصباح وقبل النوم على استحياء، فتدعيّ أنتَ أنك علاّم القلوب ومُطبب الأرواح .. ما غاب عنك أيُها الجميل أنّ زماني غير زمانك وأنك وبكل آسى غيرُ صالح لمكاني هذا ..
■ ياسمين عبد الناصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى