تحقيقات ولقاءات

استطلاع – التسول في الشارع الليبي

بين الحاجة ومصيدة الامتهان والنصب .

 

استطلاع – نجاح مصدق

التسول في الشارع الليبي

بين الحاجة ومصيدة الامتهان والنصب .

وأنت تجوب شوارع طرابلس ذهاباً أو أياباً لا يمكن أن تتجاهل وجود بائع المناديل أو المتكئ بجانبه أو تلك السيدة التى تطرق نافدة سيارتك باصرار مسرعة يدها  للأخذ والطلب والتوسل بكل أشكالها للحصول على المال ، التسول الظاهرة التى باتت تشكل مظهراً لايمكن تغافله في بلادنا اتسعت ومدت أطرفها بأشكال مختلفة وكبرت كأي كائن حي يتأقلم ويتطور من ذاته مستغلة كل الظروف لتتوجد بسوء مظهرها فارضة نفسها علينا في الشوارع والطرقات

3 admin

الحاجه

وعن الدافع للتسول أجابت السيدة نعيمة المبروك موظفة / الحاجه هي من تدفع أغلب من نراهم لمد اليد والتسول مع ضغوطات الحياة والأوضاع الاقتصادية المزرية كثيراً من أرباب الأسر أصبح عاجزاً على تأمين عيش أولاده وعائلته ما يجبره على مد اليد والتسول أما عبدالله الفيتوري / معلم بصراحة ليست الحاجة دافعاً للتسول فهناك من هم بأمسّ الحاجة للعون والمساعدة ولا نجدهم في الطرقات والشوارع قلة من تجبرهم شح الظروف والمعيشة للتسول وأكثرهم أخذ من التسول ستاراً لاغراض أخرى .

4 admin

” الامتهان والأحتراف”

لم يقتصر الأمر على الاحتياج فقد أضحت هناك عصابات تمارس التسول مستغلة الأطفال الرضع والصغار سن في الحصول على المال واستخدام أساليب التحايل والاستعطاف لكسب المزيد من المال . السيد عبدالعزيز الطاهر / موظف قال بأنه لايثق فيمن يراهم يجوبون الشوارع لطلب المال والتسول فهم في نظره لصوص ومحتالون يعمدون إلى أساليب وطرق مختلفة لممارسة هذا المرض لتقسيم أنفسهم لمجموعات وتوزيعهم على خطوط ومناطق و إشارات ضوئية مختلفة فأنا شخصياً تعرضت للنصب من أحدهم فوجئت بوجوده في أحد محال بيع النقالات كان يقف متسولاً وهو في حقيقة الأمر محترف ومتخذ من التسول مهنة للنصب والتحايل

. الليبيون والأجانب

من الطبيعي أن تمر أسر ليبية بعوز وحاجة ولكن السمة البارزة لمجتمعنا كانت لسنوات ماضية عزة النفس و التعفف والذي داس عليها كثير ممن يمتهنون هذه المهنة وضربوا بها عرض الحائط لإظهار عجزهم على تأمين حاجاتهم أو تكاسل منهم للبحث عن فرص حياة أفضل بالعمل والكد . الليبيون ليسوا وحدهم في شوارع البلاد من يمدون أيديهم استغل الأجانب ومن جنسيات مختلفة هذه الوسيلة للكسب السريع فأصبحوا ينظمون عصابات للمتاجرة بالأطفال ويخططون ويطورون من طرق التسول في أغلب المناطق داخل العاصمة وخارجها .

السيدة سالمة الوكواك / ربة منزل قالت أغلب من أجدهم هم ليسو ليبيين إما أجانب أو أفارقة أو عرب ونفس الوجوه كل يوم بنفس الطريقة والنغمة و أسلوب الطلب بصراحة في البداية كنت أعطى ما كتب الله أما الآن فأصبحت احترس وحتى أخاف من هؤلاء الدخلاء الذين يشوهون منظر البلاد

1 admin

الجهات المعنية والمسؤولة

وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية من أكثر الوزارات التي يقع عليها الحد من انتشار مثل هذه الظاهرة والشؤون الاجتماعية بحاجة إلى دراسة أعمق لوضع الشارع الليبي والمواطن فيه وإجراء أبحاث عن اول هذه الظاهرة والدوافع الحقيقية والنفسية لتواجدهم وكذلك وزارة الداخلية مع كل الحملات التي تقوم بها ما زالت مطالبة بتكثيف الجهود وإجراء جملة من التدابير والإجراءات المشددة للحد من هذه الظاهرة وانتشارها

” رجال أم نساء” من الملاحظ أن التسول لم يقتصر على فئة بعينها ولا شريحة بذاتها أطفالاً ونساء حتى الشيوخ كانوا أدوات لهذه الآفة ولكن الأكثر تدقيقاً سوف يلحظ النساء والفتيات هن الأكثر تسولاً في شوارعنا تجدها تقطع الطريق حاملة طفلاً أو كيس من عمود إلى إشارة ضوئية وبين هنا وهناك تحول الأمر إلى أكثر من ظاهرة تسول حيث يقدم أحدهم رقم هاتفه ضمن المبلغ المقدم لتلك الفتاة فتنشأ مشاكل تضرب في صميم النسيج والأخلاقيات الاجتماعية لليبيين .

2 admin

آمال بوزيد / مهندسة قالت : بصراحة فتيات في عمر الزهور وبصحة جيدة وبنية ممتازة تفاجأك بطلب المال واستدرار العطف مع أنه من الممكن تسخير هذه الطاقة والصحة في العمل لماذا لاتفكر في خدمة منزل أو مستشفى أو حتى بيوت الله بدلاً من مد اليد وفتح باب الاستغلال ؟

أرقام وإحصائيات

في استطلاع أجريناه مع 200 حالة لمعرفة ورصد  آراءهم حول هذه الظاهرة وقد جاء بأن نسبة 85% هم من الأناث الأكثر ممارسة لهذه الظاهرة في حين كان 15% من الذكور وعن الجنسيات الأكثر استغلالاً للتسول جاءت 65% من الأجانب من مختلف الجنسيات هم الأكثر ممارسة للتسول بينما استغل 35% الباقية ليبيون يمتهنون أو دفعتهم الحاجة للتسول وعن ما تقوم به الدولة لمكافحة هذه الظاهرة جاءت نسبة 72% بأن الدولة عاجزة عن ملاحقة هذه الظاهرة  بجمعياتها المسؤولة والأمنية بينما احتل ما نسبته 28 % أن الدولة تكافح وتتابع هذه الظاهرة وتحاول الحد منها .

أخيراً المتسول هو شخص بكامل قواه العقلية والبدنية ويرفض العمل فيتسول وقد يكون مختلاً عقلياً أو متكاسلاً وعاطلاً عن العمل ولايرغب في البحث عن لقمة العيش الشريفة فيسهم في تشويه المجتمع ويحدث خلال في منظومته الاجتماعية ويدفعنا لانتظار المزيد من الدراسات الميدانية والأبحاث من وزارة الشؤون الاجتماعية لسبر اعمق خلفيات هذه الظاهرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى