تحقيقات ولقاءات

استطلاع/ التحرش الجنسي للأطفال وفجوة غياب الأهل

يجب أن نعلم الطفل كل الاحتمالات السيئة التي قد يتعرض لها

التحرش الجنسي ظاهرة اجتماعية تضرب جذورها في الحياة الاجتماعية للشعوب المتحضرة والمتخلفة على حدّ سواء . وما يؤسفنا حضور هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية على الرغم من التعاليم الدينية الحنيفة التي تحض على الصدق والطهارة والبراءة والإيمان .

فالطفل أي طفل وعندما يبدأ باكتشاف ذاته الجنسية تبدأ معه رحلة التساؤل عن وظيفة أعضائه الجنسية فتبدأ رحلة البحث عن الدلالة الجنسية لهذه الوظائف ولأن أحدا لم يعلم الطفل شيئا عن ذاته فإنه يحاول أن يعرف من الآخرين الأكبر أو الذين مروا بتجربة التحرش الجنسي ذاته . ومن هنا تبدأ أهمية التربية الجنسية الغائبة في حياتنا الاجتماعية . 

فنحن وبتأثير مبدأ الحشمة نرتكب خطأ كبيرا حيث نتجاهل الهوية الجنسية للطفل والطفل يحاول أو يقبل أية محاولة للكشف عن هذه الهوية وهنا يتمكن الكبار من استغلال هذا الضعف الطفولي وهذا الفضول الجنسي النوعي عند الطفل . فعلى سبيل المثال عندما يطلب الطفل من طفلة أخرى الكشف عن الأعضاء الجنسية فهذا يعني أن الطفل يريد التعرف على ذاته واكتشاف هويته الجنسية وهذا أمر طبيعي مغروس في فطرة الطفل .

ومن هنا يأتي دور الكبار في مساعدة الطفل على إدراك هويته الجنسية أولا ومن ثم حمايته ثانيا. 

وقبل هذا وذاك يجب علينا أن نعرف كثيرا عن طبيعة الطفل والطفولة ومن ثم أن نعرف كثيرا عن الآخر الذين يحيطون بالطفل وأن نعرف السبل الأفضل لحماية الطفل ورعايته .

يجب أن نعلم الطفل أمرأ أن لا نثق أبدا بالآخر مهما يكن و الآخر هو أي شخص يجاورنا أي راشد أو كبير من الذين يحيطون بالطفل . فالطفل أمانة بين أيدينا ونحن يجب أن نحافظ على الطفل . 

يجب ألا نسمح للطفل بالحصول على خلوة مع من هم أكبر منه سنا أو مع من يماثله في أماكن مغلقة ويجب أن نعلم الطفل كل الاحتمالات السيئة التي يتعرض لها . أن نثق بالطفل وأن نكون صداقة معه أن نعلمه كيف يقول وكيف يرفض وكيف يجب ألا يخاف .

لقد بينت الدراسات الجارية في هذا المجال أن أغلب الأطفال يتكتمون على ما يحدث لهم نتيجة الخوف من ذويهم فالمتحرش دائما ما يعتمد على تخويف الطفل من ذويه كأن يقول له سيعاقبك أهلك أشد العقاب .

وعندما يقوم الأهل بضرب الطفل عندما يتعرض للتحرش فإن هذا سلوك خاطئ و البديل له أنه عليهم أن يراقبوا الطفل والعناية به وحمايته وإشغاله بكل ما هو جميل ونبيل والمحافظة عليه بعيدا عن رفقة السوء والخلوات المريبة.

ويفضل أن يقوم الآباء بتعليم أبناءهم على :

1-  كيفية إدراك معنى النظرات المريبة والإشارات السيئة والحركات الغريبة التي يستخدمها المتحرشون عادة وهم يجيدون استخدامها.

2- تعليم الطفل كيف يلجأ المعتدي إلى أساليب التخويف وإلقاء اللوم على الضحية أو المعتدى عليه وكيف يتم تخويفه وابتزازه.

3- على الطفل أن يكون منشغلا  دائما بما ينفعه وألا نترك المجال للطفل في أن يقع ضحية خلوات مريبة ويجب أن يكون تحت الرعاية مباشرة بحيث أن يكون إما في المنزل تحت نظر الأهل أو في المدرسة أو مع الأصدقاء أو القراءة أو في نزهة ، إلى جانب الكثير من الأشياء التي تشغل الطفل عن التفكير في قضايا ثانوية . 

حيث أن الفراغ الممل الذي يعانيه الطفل يشكل أحد أهم أسباب الانحراف والتحرش فعندما لايكون لدى الطفل ما يفعله عندما يشعر بالفراغ عندها يستطيع أهل السوء وضعه في دائرة الاستهداف .

4- يجب أن نعلم الطفل بأن العالم ليس خيرا كما نريد ففي هذا الكون الذي يحيط بنا كثير مما يجب أن نحذر منه حتى أنه أحيانا يجب على المرء أن يحذر من اقرب المقربين .

ولقد بينت كل الدراسات أن المتحرشين جنسيا غالبا هم الأقرب الناس إلينا مثل الأصدقاء وأبناء الجيران ومن الأهل والأقارب ومن أعز الناس أحيانا.

وهذه الدراسات واضحة في نتائجها فغالبا ما يكون الطفل ضحية أقرب المقربين إليه وغالبا ما يكون ضحية هؤلاء الذين نثق بهم من سائقين أو أصدقاء أو جيران أو أقارب وهؤلاء هم الذين يشكلون الخطر ويجب  الحذر منهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى