كتاب الرائ

إبداع المرأة والقلق الاجتماعي !

نعيمة التواتي

خيط واه ورفيع ذاك الذي يفصل إبداع المرأة والقلق الاجتماعي ذلك لان الإبداع مادته الواقع وجناحه الخيال والمرأة المبدعة لا تستطيع ابتلاع ما تراه من سلبيات في المجتمع فإن كانت النفس العادية لا تستوعب ذلك فما بالك النفس المرهفة الشفافة عندما تتعرض الي سوء الفهم وعدم التقدير والتناول لما تكتبه المرأة ، ولعل كتابة نفوس قلقة للكاتبة الفقيدة شريفة القيادي يؤكد إصابة أغلب الأدبيات والمبدعات العربيات بالانفصام والقلق الهستيري وصل إلي حد الاتهام بالجنون وكان ذلك ليس لان المرأة لم تتزوج أو لم تنجب أو تعرضت لخيانة زوجها بل لعب المحيط الاجتماعي دور كبير من خلال ما تعرضت له المرأة من شد للوراء،بسبب هذه الاتهامات لان الحياة الاجتماعية الغير عادلة والظلم الصارخ جعل من إشراقة التفكير وصحوة الضمير وغزارة الإنتاج تفوق وتزيد عند المرأة المبدعة وانطلقت تغرد في كافة مجالات الإبداع وبرزت العديد أيضا من الناشطات في مجال الفكر والشعر ، وترسخ الإبداع النسائي في ليبيا رغم الثقافة الذكورية الجامحة تضع المرأة في دائرة المرأة التقليدية فقط ورغم القلاقل التي تعانيها المرأة بسبب هذه الثقافة أثبتت حضورها في المجتمع المدني حيث وصل عدد المؤسسات 50 مؤسسة نسوية بعضها استمر والبعض اضمحل بسبب غياب الدعم .

وإبداع المرأة كان عصارة تجاربها في الحياة وكان أيضا نتيجة مخاض عسير في المجتمع وظروف اجتماعية قاهرة حيث لو تطرقنا لحياة كل مبدعة في ليبيا لو جدنا كم عانت من إرهاصات هذه القلاقل من سطوة أخ أو زوج أو حبيب ورغم ذلك كان إيمانها بنفسها وقضاياها من أولويات هدا القلق الاجتماعي أفرز إبداعا جسد واقع بكل تناقضاته

لقد أثقلت المرأة المبدعة في ليبيا  نموذج كثير من الرائدات أمثال الأستاذة شريفة القيادي و نادرة العويتي وعايدة سالم و خديجة الجهمي في مجال الإعلام والصحافة حيث واجهوا مجتمع يرفض انطلاق المرأة بوعي ولكن اثبتوا قدرة المرأة علي تخطي هذه المفاهيم الاجتماعية وبرزن كأسماء مضيئة في سماء الإبداع النسوي الليبي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى