كتاب الرائ

معارض صحّية أم مدرسية

هشام الصيد

من الأخير

هشام الصيد

معارض صحّية أم مدرسية

تابعت قبل عامين فعاليات معرض الرعاية الصحية الأولية في نسخته العاشرة الذي أقيم على أرضية معرض طرابلس الدولي بمشاركة محلية وخارجية أقصد نسخته العاشرة لأنه طيلة السنوات الماضية بنفس البرنامج لا إضافة جديدة عرض للتجهيزات والمعدات الطبية وتبادل أطراف حديث بين أهل الاختصاص وحضور مسؤولين للافتتاح وميديا إعلامية كبيرة والمحصلة إن الوضع الصحي في بلادنا من سيء إلى أسوأ على الصعيدين العام اللامبالي بحياة المرضى والخاص الذي يمتص في جيوبهم دون رحمة .
طبعا هنا أبحث عن العائد من وراء إقامة هكذا معارض فالوضع الصحي المتردي حاله لايخفى على أحد والمتتبع لحركة الطيران في مطار امعيتيقة يسجل عدد الرحلات المتجهة يوميا إلى تونس لغرض العلاج ناهيك عن منفذي رأس اجدير وذهيبة والتي يتكبد خلالها المواطنون مشاق السفر عن طريق البر وعرضه لحوادث السير .
اما الحديث عن تركيا والأردن فحدث ولاحرج من تكدس المرضى الليبيين أمام المصحات هناك سواء على نفقتهم الخاصة او عن طريق لجان العلاج في الخارج وبعملية حسابية ماتكبدته الخزانة العامة خلال السنوات الماضية من مصاريف في العلاج بالخارج يكفي لتطوير الصحة في ليبيا لتصبح في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال على الرغم من وجود أكثر من 94 مستشفى مابين تعليمي وتخصصي وقروي واكثر من 1700 مرفق صحي موزعين في مختلف مناطق ليبيا بحاجة للدعم والتطوير بالأجهزة والمعدات الحديثة وبحاجة لكوادر محلية مؤهلة تأهيلاً جيدا لتساهم في الرفع من مستوى الصحة في ليبيا وتعمل على توطين العلاج بالداخل وإعادة الثقة في الطبيب الليبي الذي أصبح يتعرض للإهانة من قبل مرافق المرضى في بعض الأحيان.
عموما الحديث عن شجون الصحة في ليبيا كثيرة جدا ومن الصعب سردها في أسطر معدودة و مايهمنا في هذا السياق هو كيفية العمل على تطويرها فإقامة المعارض الطبية ظاهرة صحية يلتقي خلالها أهل الاختصاص متمثلة في عرض الأجهزة والمعدات الطبية ونوعية الخدمات التي تقدمها إضافة لإقامة ورش العمل التي يتم خلالها تبادل وجهات النظر من أجل الوصول إلى نتائج تساهم في تطوير القطاع الصحي وتوضع في توصيات تحال لجهات الاختصاص لإبداء الرأي فيها وأخذها بعين الاعتبار .
ولكن مانريده هو الشفافية في هذا الجانب على أن يتم في نهاية المعرض عقد مؤتمر صحفي يتم من خلاله الإعلان عن عدد العقود التي أبرمها القطاعان العام والخاص مع الشركات العارضة والمصنعة والاتفاقات المبدئية وعدد الزوار الذي قاموا بزيارته خلال 72 ساعة من إقامته حتى يحقق الغرض الذي أقيم من أجله. وهذا النمط من البرامج متبع في المعارض العالمية ولانريد معرضاً كلاسيكياً مثل المعارض المدرسية بعد نهاية المدة المحددة للعرض تجمع المعروضات من الأجنحة والكل يعود من حيث أتى دون فائدة تذكر .
نتمنى أن تؤخذ هذه الأسطر بعين الاعتبار وتكون الدورات القادمة التي تاخرت كثيرا مميزة شكلا ومضموناً وتختلف عن النسخ السابقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى