ليبيا

مزامير سلامة –

عصام فطيس

مزامير سلامة

عصام فطيس

ضربت الإحاطة التي تقدم بها ممثل الأمين العام المقيم لدي ليبيا السيد غسان سلامة الاسبوع الماضي امام مجلس الامن الدولي حول ليبيا خطابنا التفاؤلي وخط التهدئة من اجل لملمة الجراح في مقتل ، وأكدت ان السيناريوهات المخيفة والمتعددة والتي طبخت في مطابخ الدوائر العالمية بدات تخرج وجاهزة وتطرح من اجل الخروج من الازمة الليبية التي يقف وراءها الغرب منذ العام 2011 ، وهو ما يدق نواقيس الخطر وبكل قوة .

تلويح غسان بيك بشبح التقسيم رسالة واضحة لا لَبْس فيها لكل الليبيين بمختلف انتماءاتهم وألوانهم ويعلمها حتي صديقنا (خالد الفونكي)* ،

ان المجتمع الدولي او لنكن اكثر تحديدا الغرب سيلجأ الى الهروب الى الامام في تعامله مع المشكلة الليبية من خلال طرح خيار التقسيم والعودة الى (قوس الاخوين فليني )كأحد الحلول المتاحة  للخروج من الازمة بعد ثمان سنوات او تسع من الفشل في اعادة الاستقرار لليبيا .

واذا كان هناك  بعض الحمقي وقصيري النظر الذين يراهنون على هذا السيناريو المخيف ويعتبرونه  حلا على قاعدة اقسم وفكنا ، وبعيدا عن التفسيرات العاطفية على قاعدة ليبيا غير قابلة للقسمة ، وأنها تقرا من اليمين إلي اليسار  ومن اليسار الى اليمين ، ألم يطرح هؤلاء سؤالا  حول ما بعد القسمة إن طالت الوطن الى اثنين او ثلاثة ، وما مصير هذه كل جزء من هذه الأجزاء في ظل الانقسام السياسي والمجتمعي في التصنيفات السياسية والانتماءات والتي طالت حتي العائلة الواحدة ؟

بمعني اخر ان التقسيم لو حدث لسمح الله فإنه سيؤدي الى المزيد من الفرقة والتشرذم وستخرج علينا كيانات متعددة قابلة للانفجار في اي وقت وسنشهد حروبا لها اول وليس لها اخر .

الامر الهام الذي يجب الا يفوت على اذهاننا كليبيين ان الامم المتحدة تتعامل مع الازمة الليبية وفقا لاستراتيجيتها لا غالب ولا مغلوب ومن مصلحتها ومن مصلحة من يدير اللعبة وراء الكواليس ان تظل ممسكة بخيوطها وستحرص على عدم الاكتواء بلهيبها  ، ومادامنا لم نتوافق فيما بيننا على حل مشاكلنا فإن الحلول الخارجية هي التي ستفرض  علينا وفقا لقاعدة شاء من شاء وآب من آباء ، واللي مش عاجبه يخبط راْسه في الحيط .

إحاطة سلامة ( سلطت  الاوضاع بالمعني الليبي وزادتها خل ) مواصلا لعبته المفضلة بين طرفي النزاع مشيرا الى خروقات من كلا الطرفين وما حد يزعل من حد والكل أصحابي وأحبابي !

ولذا كانت لغة التشاؤم هي التي طغت على إحاطة غسان بيك امام المجلس ، وأشاعت أجواءا سوداوية ، الا ان تأكيده على استمرار البعثة الأممية في اداء عملها حتي وان كان إنسانيا ، فإنها لا تسد الباب وتبقيه مواربا على اعتبار ما سيكون ما بعد حرب طرابلس ، و وسط هذه الشرمولة وتواصل المعارك بين اخوة الوطن ، وسط غياب تأثير الجموع يظل لدي رهان على أن يأتي يوم تستيقظ فيه ضمائر ساسة المرحلة وان يدركوا ان الوطن في مهب الريح ، واذا لم يستوعبوا ذلك ستتحول مزامير سلامة  الى حقائق مؤلمة سيدفع ثمنها من دم وارواح الليبيين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى