ثقافة وفنون

محاضرة حول  الثقافة الكونية وسؤال النهضة العربية

ألقاها د. علي محمد أرحومة :

نظمت اللجنة الثقافية ضمن فعاليات الملتقى الثالث للإبداع اليوم  الثلاثاء 29 ديسمبر2020 محاضرة بعنوان ” الثقافة الكونية وسؤال النهضة العربية ” ألقاها الدكتور علي محمد أرحومة، وذلك في قاعة عمر المختار بمعرض طرابلس الدولي, بإدارة الأستاذ علي الحويج، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين.

وقال المحاضر في مستهل حديثه أن موضوع المحاضرة هو في غاية الأهمية  لأنه يتناول  شتى مناحي  حياتنا الاجتماعية والثقافية و الاقتصادية وحتى السياسية لأنه موضوع يمس الأفراد ويمس الجماعات و يمس المؤسسات والمنظمات بأنواعها.

وبين الدكتور أرحومة إلى أن موضوع النهضة موضوع شائك جداً منذ بدايته في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي في البلدان العربية وحتى لما بعد النصف الأول من القرن الماضي، وكان الموضوع مثار للجدل وكانت هناك جهود كثيرة ولكن للأسف بعد مراجعته في العقود الأخيرة، وأشار إلى إعلان الكثير من الباحثين أن هذا المشروع  ربما قد فشل ولم يحقق أهدافه بشكل مرضى، ويحدث الآن كما هو واقع في حياتنا من تخلف اجتماعي وثقافي واقتصادي.

وركز المحاضر على هذه النقطة بما يتماشي مع واقع الحال الآن فيما يعرف حالياً بالثقافة الكونية والكوكبية والعولمية هذه الثقافة التي هي بمفهومها الأوسع تمس وتعني بشكل خاص التقاليد والعادات وتعني أيضا أنماط التفكير والإبداع  الأدبي والفكري والعلمي والتقني والسياسي وكل مجال من مجالات الإبداع تعنيه هذه الثقافة، وأضاف انه عابرة للحدود بفعل التكنولوجيا فهي سحبت كل الحدود الفاصلة بين الثقافات الأخرى الثقافة المحلية.

وأكد المحاضر أن هذه الثقافة الآن مسيطرة عليها ومهيمنة عليها تكنولوجياً فإذا لم ننافس الغرب في هذه المسألة بلغتنا بما يحقق هويتنا وبما يحقق خصوصيتنا فلن يكون باع ولن يكون لنا قدم حقيقي في هذه المسألة خاصة وان المحتوى الرقمي في شبكة الانترنيت الآن مسيطر عليه باللغة الانجليزية، واللغة العربية تمثل اقل من 1% من المحتوى الرقمي في الشبكة.

وتسأل المحاضر أين نحن  خاصة ان المنتج العلمي والبحثي والبنيات التحتية المختلفة والإنتاج الفكري والفلسفي لازال متخلف في الوطن العربي بما يجمع كيان هذه الأمة وبما يحقق النهضة.

وقال أن مفهوم النهضة متغير ولم تعد الأفكار النهضوية السابقة صالحة الآن، ويجب ان ننظر الى النهضة بشكل يناسب ويتواكب  بشكل جاد مع العقل العالمي المعاصر، وأن تكون مبرمجاً و لا مبرجما، وان تكون فاعلاً في الحضارة ما بعد الحداثة، ولا نريد أن نفكر كونيا ونتمثل محلياً بدون أن نبدع مع الأخر وبالأخر.

واختتم الدكتور أرحومة محاضرته بالقول إننا نريد  نكون إنسانيا بمعطيات العصر بما يحقق لهذه الأمة وجوداً حقيقياً هي اقدر أن تحققه وهي تستحقه بامتياز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى