محليات

سوق الجمعة تؤكد على ثوابت الثورة والدفاع عنها

أصدرت بلدية سوق الجمعة كلمة بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 17 فبراير المباركة جاء فيها : ” 17 فبراير كانت ثورة شعب، فلم يتزعمها حزب ولا طائفة ولا قبيلة ولا نخب، كانت ثورة هذا الشعب، ثورة الليبيين جميعاً، فالذين شاركوا فيها كانوا من كل مناطق ليبيا، حتى من المناطق التي لم تشهد أحداثها.

هذا الشعب أراد بثورته أن يغير حاله إلى الأفضل، أن ينعم بالحرية الحقيقية وبالمواطنة العادلة، وأن يحكمه من يختارهم بنزاهة ومصداقية ليبنوا دولته وينهضوا بها إلى مصاف من سبقها من الدول.

كانت 17 فبراير الحدث الأهم لهذا الشعب في تاريخه الحديث، ولأنها كانت ستكون لدولتنا الانطلاقة الحقيقية للرفعة والتقدم والازدهار، اجتمع أعداء رفعتها وتقدمها وازدهارها ليمنعوها حقها في ذلك، كما خذلها كثير من أبنائها من الجهلة والأنانيين وقصار النظر، فأفسدوا وما أصلحوا، وهدموا وما بنوا، وأزهقوا الأرواح وما أمَّـنوها، كما أخطأ شعبها بانتخاب من لم يكونوا أهلاً لقيادة دفتها، فضيعوا من تاريخها عقداً من الزمن، كان يكفي لنصب سكة تقدمها ووضع قطارها عليها، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

فيا أيها الليبيون جميعاً، هذه ذكرى ثورتكم المباركة، ثورة 17 فبراير، تعود لتذكركم بأسباب نصرتكم لها، وتدعوكم لتكون صفاً واحداً لأجلكم ولأجل دولتكم، واعلموا أن الأيام دُوَلٌ، وأنه لا يدوم حال، وأن ما يمر بكم يأتي من باب تمحيصه وابتلائه سبحانه وتعالى للمصلحين ومحقه وإهلاكه للمفسدين.

إلا أنه سبحانه وتعالى يطالبكم بأن تغيروا ما بأنفسكم إلى الخير حتى يغير حالكم إلى الأفضل، فأخلصوا أعمالكم له وحده، ولا تتقاعصوا عن الجهاد والاجتهاد والإصلاح في نطاق تأثيـركم، وفي مجال عملكم، فذلكم هو دوركم الذي يطلبه الله منكم، وهو جانبكم من التغيير، فقوموا به حتى يأتيكم من الله جانبه الذي وعدكم به.

وتذكروا أن مستقبلكم في دولتكم المدنية، فلا تتخلوا عنها، بل دافعوا عنها، وانصروا من يدافع عنها، ولا تتبعوا أهواء شياطين الإنس الذين يزينون لكم حكم الفرد، مُـدَّعين أنه المنقذ وأنه الحل الوحيد، كما كان الحال لعقود طويلة قبل ثورتكم المباركة، فإن كنتم مؤمنين فإنه لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى