ليبيا

” سوتشي ” .. قمة العبارات المكررة .. الوعود كثيرة .. والأوضاع مريرة !

” سوتشي ” ..

قمة العبارات المكررة .. الوعود كثيرة .. والأوضاع مريرة !

مثلما بدأت انتهت أعمال قمة روسيا – أفريقيا بمدينة سوتشي الروسية  وهي القمة الأولى من نوعها وشارك فيها عشرات رؤساء الدول والحكومات وترأس القمة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية ، فلا جديد غير تكرار نفس العبارات ولاحلول وضعتها هذه القمة .

السراج رئيس المجلس الرئاسي وصف في كلمة عن ليبيا وفقاً للمكتب الإعلامي لحكومة الوفاق القمة بأنها حدث مهم في تاريخ العلاقات الإفريقية الروسية، قائلاً :” إنني أتيت وأنا أحمل معي قضية بلادي التي تمر بظروف استثنائية وأزمة خطيرة سببها التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي التي نجم عنها انقسام سياسي ومؤسساتي، تفاقم ليصل إلى عدوان عسكري على عاصمتها وضواحيها بتشجيع وتمويل خارجي ودعم عسكري من بعض الدول، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن”.

وتحدث السراج عن توقيت”العدوان” الذي ارتكب في وقت كانت فيه الاستعدادات تجري لعقد مؤتمر وطني يجمع كل الليبيين  لإيجاد حل سياسي لأزمة بلادهم فنسف الاعتداء تطلعاتهم وجهود المجتمع الدولي.

وفند رئيس المجلس الرئاسي بأن هذه الحرب هدفها محاربة الإرهاب، مشيراً لمعارك تحرير سرت من تنظيم داعش الإرهابي ومواصلتها رصد واستهداف فلول الإرهابيين.

وطالب رئيس المجلس الرئاسي إدانة الاعتداء وما يرتكبه المعتدي من انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب والتفريق بين المعتدي والمعتدى عليه الذي يمارس حقه المشروع في الدفاع عن النفس وحماية المدنيين.

كما أكد العزم لردع الاعتداء ودحره وتحميل من يدعمه مسؤولية كافة الانتهاكات التي ارتكبها والتمسك بخيار السلام، مشيراً إلى مبادرته في يونيو الماضي لعقد مؤتمر وطني يمهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة .

رئيس المجلس الرئاسي أشار إلى تداعيات الحرب على دول الجوار وبما يتطلب موقفاً أفريقياً موحداً حسب قوله ، داعيا الاتحاد الأفريقي ليلعب دوراً مركزيا في الجهود الهادفة لحل هذه الأزمة  لما ينتج عن استمرارها من عواقب وخيمة ليس على ليبيا فحسب بل على الدول الأفريقية جميعها.

مصالح !

وأكد السراج، على  وجود اتفاق موسع مع موسكو منذ العام 2008 تعمل بلاده على مراجعته، بالإضافة إلى مراجعة المشاريع المتوقفة وحث الشركات الروسية للعودة للاستثمار.

وأوضح السراج، في لقاء مع قناة روسيا اليوم،  أن  حكومته على تواصل مع الأوروبيين، مشيرا إلى أن الكل يبحث عن مصالحه سواء السياسية أو الاقتصادية.

وبشأن الأموال المجمدة بقرار أممي، صرح السراج بأن بلاده لم تطالب برفع التجميد وإنما طالبت بمراجعة تلك الودائع، قائلا إن طرابلس تتابع مع الجهات الدولية عملية تداول الأموال في البنوك.

وتابع قائلا إن “ما نخشاه هو عدم متابعة هذه الأموال والتصرف فيها ووضعها في القنوات المناسبة والتي قد تتسبب في خسائر للدولة الليبية”، متحدثا في السياق عن المؤسسات المالية المودعة لديها تلك الأموال، حيث قال إنه “خسائر ليبيا لا تعنيها”.

سياسة غير مسئولة !

من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الأحداث في ليبيا هي نتيجة سياسة غير مسئولة لعدد من الدول، التي حرفت قرار الأمم المتحدة عن مساره، مضيفا أنه يتابع الوضع بقلق بالغ.

وقال بوتين خلال قمة روسيا، إن ما يحدث في ليبيا الآن هو نتيجة لتلك السياسات غير المسؤولة لعدد من الدول التي انتهكت القانون الدولي في ليبيا، وحرفت القرار الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ذاك الوقت.

 مناقشات ثنائية

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ناقش أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء حكومة الوفاق فايز السراج ووزير الخارجية محمد سيالة، تطور الوضع العسكري والسياسي والإنساني في ليبيا.

وجاء في بيان الوزارة: “في إطار الاجتماع الذي حضره أيضا وزير خارجية ليبيا محمد سيالة، تمت مناقشة تطور الوضع العسكري والسياسي والإنساني في ليبيا”.

وأكدت موسكو من جديد دعمها المستمر لوحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية وسيادتها والقضاء على الإرهاب في البلاد. كما تطرق الطرفان إلى بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الروسية الليبية.

لا وجود لأي حوار مباشر ! 

واستبعد وزير الخارجية بحكومة الوفاق المعترف اجراء أي حوار في “سوتشي”الروسية بين الأطراف الليبية المتنازعة، مشيراً إلى صعوبة أي لقاء نتيجة الحرب الدائرة في طرابلس.

سيالة وفي تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك” الروسية على هامش قمة روسيا – أفريقيا قال :”السراج يشارك في هذه الاجتماعات ممثلا لحكومة الوفاق والتقي مع الأصدقاء الروس، ولكن من الصعب عقد أي لقاءات أخرى سياسية في هذا الوقت”.

وقال إن هناك معتدي ومعتدى عليه ومهمة حكومة الوفاق هي الدفاع على طرابلس وتجنيب المدنيين الأخطار هناك ضحايا كثيرون، هناك نزوح، مبيناً بأن حكومتهم تعكف الآن على حماية طرابلس، وليس بصدد مفاوضات مع من قال بإنه يعتدي عليها .

وأعرب سيالة عن أمله بعودة الشركات والسفارة الروسية للعمل في طرابلس، مضيفاً: التعاون الليبي-الروسي له تاريخ طويل وله آفاق ممكنة كثيرة ولكن بسبب الأحداث توقف هذا التعاون ونحن نأمل ونتواصل مع الأصدقاء الروس في إمكانية عودة الشركات وثم عودة سفارتهم إلى العمل في طرابلس .

وزير خارجية الوفاق لفت إلى أن التعاون كان كبيراً في مجال الكهرباء والسكك الحديدية واستيراد الحبوب، مردفاً:”نأمل أن يعمل الأصدقاء الروس في المساعدة على حل المشكلة في ليبيا بحيث يعود هذا التعاون إلى سابقة.

الملف الليبي الأبرز !

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي ، بمدينة سوتشي الروسية مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، على هامش القمة .

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي، أن اللقاء تناول التباحث حول تطورات عدد من الملفات الراهنة على الساحة القارية، كمستجدات الأوضاع في بعض بؤر النزاعات بالقارة الأفريقية وجهود تسويتها سياسياً، وفي مقدمتها الملف الليبي، حيث تم التوافق في هذا الصدد حول استمرار التنسيق والتشاور المكثف خلال الفترة المقبلة، لا سيما في إطار دعم وتعزيز مبدأ العمل الأفريقي الموحد ومتابعة آلياته.

كما جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  لقاء في مدينة سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكشف بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيسي وبوتين تطرقا خلال اللقاء إلى عدد من الموضوعات المتعلقة ببعض القضايا الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية.

ونوّه راضي إلى أن رؤى الرئيسين توافقت على حتمية التمسك بالتوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك النزاعات وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة من أجل استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى