كتاب الرائ

المرافقة عالمية والكوادر منسية !

عامر جمعة

بصريح العبارة

 

لو قارنا بين المرافق الصحية التي لدينا بمثيلاتها في البلاد العربية وفي دول أفريقيا وبعض دول اسيا ومنطقة البحر المتوسط وربما حتى في بعض دول أوروبا خاصة التي كانت تحت منظومة المعسكر الشرقي لربما تفوقنا عليها ولا أظن أن أحداً ما وكان منصفاً يمكن أن ينكر ذلك .

وأنا على يقين إن دولاً متقدمة في المجال الصحي ليس لديها مرافق تضاهي المراكز الطبي بطرابلس الذي هو بمثابة مدينة مصغرة مدعم بكل المباني الحديثة والساحات والمداخل اللازمة ولا يمكن تجاهل القيمة الكبيرة لمستشفى الحوادث بأبي سليم والمركزي وبقية المستشفيات في بقية مدننا مدعمة بعشرات من المجمعات الصحية والمستوصفات والمراكز الاختصاصات المختلفة .

المشكلة تكمن في اهمال هذه المرافق التي أصبحت خالية من المعدات والأجهزة والمستلزمات والأدوية والعناصر الطبية اللازمة الحريصة بما جعل مرفق صحي بسيط في تونس مكون من مبنى قديم يقدم خدمات أفضل بكثير مما تقدمه مرافقناً الحديثة الكبيرة في بنيانها المختلفة في إمكانياتها وتجهيزاتها  وعناصرها وإدارتها الحازمة بما جعل الليبيون يتحولون لها وللأردن ومصر من أجل العلاج ومرافقنا الصحية شاهقة حديثة البنيان لكن المشكلة في غياب الحرص وتفشي الإهمال !

إن  العديد من مرافقنا الصحية عالمية ونملك عناصر طبية متفوقة لكنها أمّا تحولت للعمل في دول أخرى لعدم إعطائها المكانة اللائقة وفرض قوانين بالية فأهملت المرافق العامة وانحازت للعيادات الخاصة وسيطرت المادة على إنسانية المهنية .

ولو أننا سلمنا مرافقنا الصحية لشركات دولية لإدارتها وبعقود تفيدنا وتفيدهم لأصبحنا نستقبل المعالجين بدلاً من العلاج في الخارج الذي سيطرت عليه الوساطة وتجاوز القوانين !

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى