كتاب الرائ

الحصاد المر –

عصام فطيس-

بإختصار

عصام فطيس

الحصاد المر

الصخيرات بداية حكاية لها فصول لم تبد بعد ! لا زال هناك الكثير …

صفحات برائحة البارود ومذاق الدم

حفظ الله ليبيا وشعبها ..

ادراج كنت قد نشرته على صفحتي الشخصية على موقع فيس بوك ، وهو ادراج لامني عليه بعض الاصدقاء متهمين إياي بالتشاؤم وبرؤية تغيب عنها الموضوعية والقراءات السوداوية للواقع الليبي خاصة بعد ان إلتقي الفرقاء الليبيين في مدينة الصخيرات المغربية واتفقوا على وضع حجر الأساس لاعادة بناء ليبيا . و ما بين اليوم والأمس اربع سنين عجاف أضيفت للتي قبلها تبخرت فيها امال الليبيين في عودة الاستقرار والأمان لبلادهم وازدادت معاناتهم ومشاكلهم بعضها مختلق وبعضها تراكمي ، غياب الامن والأمان ، حروب بين الحين والآخر ، نقص حاد مفتعل و واضح في السيولة النقدية وطوابير لها اول وليس لها اخر أمام المصارف ، تدهور مريع في قطاع الصحة نقص للأدوية وارتفاع نسب الوفيات في المستشفيات العامة ، ومصحات خاصة لا ترحم المرضي الذين توزعوا على دول الجوار ومن لم يكن له نصيب فإلي المقابر ، ومنهم من ينتظر دوره ، إضافة لتدني مستوي الخدمات العامة رغم كم الوزارات والوزراء والوكلاء والميزانيات التي صرفت وتصرف بأرقام خيالية .

مالذي خرجنا به بعد هذه السنوات المريرة التي تجرعنا فيها العلقم مرارا وتكرارا؟ وبماذا ستبرر حكوماتنا الرشيدة ( غير رشيدة العاملة المغربية البسيطة التي كانت تبيع الخبز والفطيرة في سوق الحوت ورحلت بعد ان استوطنت الكراهية في بلادنا ) بماذا ستبرر الحكومات للملايين من الليبيين الذين طحنهم الموت والجوع والخوف وانعدام الأمان ما يحدث في وطنهم كل يوم .

يجب ان نعترف او بالاحري ان تعترف الحكومات التي مرت علينا من اول ايّام حكومة المكتب التنفيذي الى الحكومة الحالية بعدم قدرتها على تحقيق ادني متطلبات العيش الكريم للمواطن الليبي ، وحتي لو سعت الى تعليق ذلك على شماعات عدة الا انها تبقي مرفوضة ، لان المواطن يدرك ان الحكومة التي تفشل في معالجة ابسط متطلباته فعليها الرحيل ، الصعوبات اليومية التي يعاني منها الليبيون تحتاج لحلول وليس الى مشاجب يعلق عليها الفشل الذريع ، من يقنع الحاج خليفة مريض السرطان( عفانا الله واياكم ) ان بلاده التي تنتج اكثر من مليون برميل نفط غير قادرة على توفير جرعة علاج ، من يقنع الشاب محمد مريض الفشل الكلوي ان وزارة الصحة غير قادرة على توفير مواد الغسيل الكلوي رغم مئات الملايين التي حولت للمصحات والمستشفيات في مختلف دول العالم ؟ من يقنع الحاجة خيرية ان أنبوب الغاز الليبي الذي يصل الى اوروبا غير قادر على امداد محطة أوباري بالغاز اللازم للتخفيف من عجز شبكة الكهرباء في ليبيا ومن ومن ومن أسئلة لها اول وليس لها اخر طرحت نفسها وتحتاج الى اجابات ، ولا علاقة لغسان سلامة او بعثة الامم المتحدة للدعم بما حدث ويحدث في الداخل بأياد ليبية ، وتبقي الاسئلة نتاج طبيعي لمحصلة من الحصاد المر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى