المنوعات

التعليم عبر الإنترنت يُغيّر مسار مستقبل التعليم

في أثناء أحد الدروس العديدة التي يتم تقديمها عبر الإنترنت ، تعرّضت المعلمة التي كانت تشرح الدرس إلى انقطاع في الاتصال بالإنترنت. ولم يكد انقطاع الإنترنت يحدث، حتى بعث أحد طلاب المدرسة الابتدائية برسالة إلى معلمته مضمونها فكرة رائعة؛ ألا وهي: “جميع المواد التعليمية محفوظة على منصة OneDrive، فإذا ما عرفت الترتيب الذي يجب أن نتبعه في الاطلاع على المواد الدراسية، يصبح بإمكاني المساعدة في توجيه الفصل”.

لقد أظهر هذا الطالب الصغير من مدرسة Raffles International School أحد صور القيادة التي يرمي أغلب المعلمين إلى تنميتها في طلابهم، غير أن هذه النوعية من القيادة يصعب علينا أن نجدها لِنُدرتها بين خريجي المدارس حتى الآن، فهناك نسبة تقدر بنحو 42% بالمئة فقط من أصحاب العمل على مستوى العالم ممن قابلوا خريجين يتمتعون بمهارات اجتماعية وشخصية جيدة.

وليس هذا هو المثال الوحيد من نوعه الذي نشهده الآن، فقد ذكرت السيدة سيما فينود، مُنسقة تكنولوجيا التعليم لدى مؤسسة Innoventures Education، مجموعة من المدارس تنتمي إليها مدرسة  Rafflesالدولية، أن الأطفال على مستوى المجموعة أصبحوا يتولون زمام قيادة رحلتهم التعليمية على نحوٍ آخذ في الزيادة.

ونظراً لهذا التحول المفاجئ في العملية التعليمية الذي أخذ مسار التعلم الإلكتروني عبر الإنترنت حالياً ، فقد دفع ذلك المؤسسات التعليمية إلى إعادة تصور الطريقة التي يتعلم بها الطلاب.

وبحسب خبراء التعليم المبتكر لدى برنامج مايكروسوفت (MIEE) على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، فهذا من شأنه تمكين الطلاب من تحمل مسؤولية تعليمهم.

مع العلم ، يعد هذا الأمر مهم جداً في منطقة تشهد تنوعاً كبيراً مثل الشرق الأوسط وأفريقيا؛ حيث تتفاوت احتياجات الطلاب تفاوتاً كبيراً. فقد يسرت أدوات مثل Microsoft Teams عملية تسخير الدروس وتخصيصها وفقاً لاحتياجات كل طفل الخاصة. وتوضح مارتينا أيوكونلي، مُعلمة في مدرسةSt Saviour’s School, Ikoyi  بمدينة لاجوس في نيجيريا قائلة “بإمكاني تقييم بعض الطلاب في كل مرة من خلال توجيههم إلى استخدام تطبيق Flipgrid والإجابة عن أسئلة محددة”.

وعلى نفس السياق، ساعدت التكنولوجيا الطلاب على التعلم بأسلوب يتناسب مع قدراتهم، مما يمنحهم الثقة اللازمة للتحصيل العلمي. وقد كان للدكتورة هالي أوسوس، معلمة لدى مدرسة Bilecik City Ertuğrulgazi Vocational & Technical High School  في تركيا، نفس التجربة؛ فأثناء عملها الحُر مع الطلاب الذين يُعانون من ضعف بصري، شهدتْ كيف يمكن للتعلم عبر الإنترنت أن يغرس في نفوس الطلاب شعوراً بالإنجاز الذاتي، ذلك لأن العملية التعليمية كانت تتسم في كونها ذاتية ومستقلة إلى حدٍ كبير.

وهذا يوضح السبب وراء كون المعلمون يشهدون نمواً اجتماعياً وشخصياً أكثر من أي وقت مضى.

وتؤكد مارتينا أيوكونلي على ثقتها في أن التقدم الذي سيتم إحرازه سيساهم في تجاوز هذه الأزمة. “فقد أصبح مكان الفصل الدراسي الآن حيثما يكون الطفل. وقد أثبتنا بما لا يدعُ مجالاً للشك، أن بيئة التعلم يُمكن أن تتوافر بصرف النظر عن الموقع الذي أنت فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى