الاقتصاديةتحقيقات ولقاءات

 الاقتصاد الليبي مهدد بالانكماش خلال العامين المقبلين في ظل الظروف الراهنة

في تقرير للبنك الدولي وصندوق النقد :

في تقرير للبنك الدولي وصندوق النقد :

 الاقتصاد الليبي مهدد بالانكماش خلال العامين المقبلين في ظل الظروف الراهنة

   الحرب الدائرة في محيط طرابلس قضت على زخم الانتعاش الاقتصادي النسبي

ليبيا مازالت  تعاني من العسر الاقتصادي الكلي

إنتاج النفط خسر أكثر من 0.1 مليون برميل يوميا بنهاية يوليو الماضي ومن المتوقع أن يتواصل تراجع الإنتاج على مدى ما تبقى من العام

أطلقت مؤسستا ” بريتونوودز” ، البنك الدولي وصندوق النقد تحذيرات من انعكاسات الأوضاع السياسية والأمنية على الاقتصاد الليبي، وذلك في تقريرين على هامش الاجتماعات السنوية للمؤسستين. وكانت توقعات البنك الدولي ” متشائمة جدا ” حيال الاقتصاد الليبي خلال العامين المقبلين، إذ قال إنه يتحول من نمو مرتفع، نسبته المتوقعة للعام 2019، نحو 5.5 % إلى دائرة الانكماش بنسبة 0.6 %.

وأكد البنك الدولي، في تقريره الحديث ” الآفاق الاقتصادية في ليبيا- أكتوبر 2019 “، عشية انطلاق الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، أن الحرب الدائرة في محيط طرابلس والتي اندلعت شرارتها في أبريل الماضي، تسببت في القضاء على زخم الانتعاش الاقتصادي النسبي الذي شهدته الفترة مابين 2017- 2018 .

وقال التقرير إن ليبيا تمكنت من مضاعفة إنتاجها النفطي خلال فترة الانتعاش التي دامت عامين ليصل إلى 1.17 مليون برميل يومياً في أبريل 2019، ليخسر الإنتاج أكثر من 0.1 مليون برميل يوميا بنهاية يوليو الماضي، لكن نظراً لاستبعاد انحسار أعمال العنف، فمن المتوقع أن يتواصل هذا الاتجاه في الإنتاج على مدى ما تبقى من العام .

وفي إطار هذه الديناميكية ذكر التقرير ، من المتوقع أن يتباطأ إجمالي الناتج المحلي إلى حوالي 5.5% في 2019، انخفاضاً من 17.3% في المتوسط خلال 2017- 2018 ، وهو ما يُعزا أساساً إلى ارتفاع متوسط إنتاج النفط 1.05 مليون برميل يومياً، مقابل 0.96 مليون برميل في 2018، واستقرار الطلب المحلي. وبخصوص توقعات مؤشر التضخم يضيف التقرير أنه بعد أربع سنوات من التضخم المرتفع، من المتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المستهلكين في 2019، جراء انخفاض العلاوات السعرية في السوق الموازية، مذكرا بإتاحة الإجراءات المصاحبة التي اتخذتها الحكومة ومصرف ليبيا المركزي بفرض رسوم على المعاملات بالعملات الصعبة مع تسهيل الحصول على العملات الأجنبية، بما في ذلك لزوم الواردات الأساسية وعلاوة الأسرة، والتقارب بين أسعار السوق الموازية وأسعار الصرف الرسمية، وفي هذا السياق العام، بدأت أسعار السلع الأساسية في الانخفاض .admin

ولفت البنك الدولي إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين انخفض بنسبة 7.3% خلال النصف الأول من 2019، مدفوعاً بانخفاض أسعار المواد الغذائية (تراجعت 6.3%)، ومعدات الإسكان (تراجعت 19.3)، والمستلزمات المدرسية (تراجعت 46.6%). متوقعا أن يستمر تراجع معدلات التضخم خلال الفترة المتبقية من 2019، ليصل إلى 7% في المتوسط، فيما يعتبر تراجع الأسعار نبأ ساراً للأسر التي فقدت حوالي نصف قوتها الشرائية على مدار السنوات الأربع الماضية. وتابع التقرير أن ليبيا في ظل الظروف الراهنة، لا تستطيع إنتاج النفط إلا بمعدل مليون برميل يومياً في المتوسط بحلول نهاية هذا العام، والإبقاء على الإنتاج حول هذا المستوى خلال السنوات القليلة المقبلة، والذي سيمثل ثلثي القدرات الإنتاجية، وسيكون نمو إجمالي الناتج المحلي بالسالب في 2020 (تراجع 0.6%) وسيستقر عند نحو 2% في 2021-2022، مما يجعل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 61% من مستواه في 2010. ومن المتوقع تراجع معدلات التضخم على مدى فترة التوقعات بنسبة 2.8% في المتوسط في ظل التقارب بين أسعار السوق الموازية والسوق الرسمية، كما سيظل عجز الموازنة مرتفعا، مسجلا 10% من إجمالي الناتج المحلي في المتوسط. ويرجح البنك الدولي استمرار المصرف المركزي في تقنين الواردات لكن فوائض الحساب الجاري ستنخفض باضطراد من 7.3% من إجمالي الناتج المحلي في 2020 إلى 1.4 في 2022، وبالتالي ستستقر الاحتياطيات عند 91 مليار دولار خلال الفترة 2020-2022.

على صعيد متصل، أكد تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي أن ليبيا لا تزال تعاني من العسر الاقتصادي الكلي، مطالبا بتحسين نظام التجارة العالمية .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى