الاقتصادية

استطلاع هل ستأتي قرارات الرئاسي أكلها أم ستبقى حبر على ورق ؟

 القرار جاء في وقته وإن تأخر كثيرا

 التنمية هي الفرصة الحقيقية لخلق فرص عمل متجددة

على المجلس الرئاسي ووزارة العمل والتأهيل توضيح بعض الأمور حول السبل المتاحة لتنفيذ

 

تسير خطوات التنفيذ من حيث الحصر والتسجيل بشأن قرارات المجلس الرئاسي الأخيرة المتعلقة بالشأن الاقتصادي ، خاصة القرار رقم ” 567 ” بشأن الباحثين عن عمل ، والمتابع للأمر يرى جدية واضحة من قبل إدارات المكاتب التابعة لوزارة العمل والتشغيل بالبلديات في استقبال ملفات الباحثين عن عمل وقيدها في منظومة مركز المعلومات والتوثيق التابع للوزارة .

حيث بلغ عدد المسجلين خلال أسبوع 17442 باحث عن عمل ، وهو مايعطي انطباع لدى رجل الشارع على أن الموضوع ليس مجرد قرار وكفى ، بل هناك جدية في تنفيذ محتواه .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه وفقا للمعطيات القائمة ، والتي من بينها التخمة في عدد العاملين التي يعاني منها القطاع العام ، وكذلك أزمة الإيرادات المتوقفة منذ عدة أشهر جراء إيقاف إنتاج وتصدير النفط المصدر الوحيد للدخل في البلاد . هل هناك إمكانية حقيقية لاستيعاب كل الباحثين عن عمل في بلد لا تنمية فيه ؟ .

وللوقوف عن رأي الشارع الموزع مابين التفاؤل والتشاؤم حول هذا الموضوع أجرت صحيفة ليبيا الإخبارية الاستطلاع التالي :

 

نحن في الانتظار

عبد الباسط المبروك .. يقول أنا لدي ثلاث بنات خريجات جامعة في عدة تخصصات منذ عدة سنوات ، لم تتاح لهم فرص العمل إلا في القطاع الخاص ، لكن هذا القطاع ينقصه التنظيم والرقابة ، فهو لا يوفي الموظف حقه الذي يستحق مقابل الجهد الذي يقدمه ! .

تصور مدرسة تبدأ يومها منذ الصباح وحتى نهاية الدوام مقابل 350 أو 400 دينار كحد أقصى ، وعند أو هفوة أو سوء تفاهم بسيط تجد نفسها تحت بند ” مع السلامة ” !! وغير ذلك من الأمثلة لا تعد ولا تحصى .

قرار المجلس الرئاسي بشأن حصر وتشغيل الباحثين عن عمل ، قرار جاء في وقته وإن تأخر كثيرا حتى بلغت نسبة الباحثين عن عمل رقما مخيفا . لكن هل بالإمكان تنفيذه ، وكل المؤشرات تفيد بوجود تخمة مفرطة في عدد العاملين بمؤسسات الدولة .

على كل حال نحن في الانتظار ، لعل المجلس الرئاسي لديه عصا سحرية تجعل القرار فعل لا مجرد حبر على ورق .

نأمل ألا نصاب بخيبة

نوري بوشاقور . باحث عن عمل .. أنا خريج جامعة منذ أكثر من 6 سنوات ، مع أني تقدمت بالمستندات المطلوبة ، وقمت بالتسجيل في منظومة الباحثين عن عمل ، لا زال القلق ينتابني من أن حلم نيل الوظيفة التي تتناسب ومؤهلي سيبقى مجرد حلم . ذلك لأن كل المؤشرات التي أمامنا تدل على أن الدولة تعاني أزمة حقيقية في التنمية التي هي الفرصة الحقيقية لخلق فرص عمل متجددة ، كما أن القطاع العام هو الآخر يعاني من فائض كبير في عدد العاملين ، لذلك لا أدري كيف سيتم احتواء العدد الهائل من الباحثين عن عمل الذين أخذوا القرار على محمل الجد وقاموا بالتسجيل مثلي ؟ ونأمل ألا نصاب بخيبة أمل في نهاية المطاف ، تقضي على ما تبقى من تفاؤل في نفوسنا .

التوضيح مطلوب

محمد عاشور .. أنا خريج جامعي ، لا أريد أن أضع العقدة في المنشار في قرار بالتأكيد من أصدره لديه التصور الكامل لآلية تنفيذه . لكن كان من الواجب على المجلس الرئاسي ووزارة العمل والتأهيل ، الظهور إعلاميا لتوضيح بعض الأمور للعامة حول السبل المتاحة لتنفيذ هذا القرار ، إن كان لديه رؤية مسبقة حول آلية تنفيذه ، وحتى تتضح الصورة للجميع كي تقف سلسلة التشكيك التي تهيمن على الرأي العام من أن هذه القرارات لن ترى النور ، وهي مجرد حبر على ورق ليس إلا .

يحدونا الأمل

عامر صالح  يقول .. المثل يقول ” فاقد الشيء لا يعطيه ” والقصد من هذا المثل أن الأرضية لتنفيذ قرار تشغيل الباحثين عن عمل ، وفقا لما هو موجود غير مواتية ، لكن يحدونا الأمل أن هذا القرار ما جاء إلا بناء على معطيات أخرى يراها الرئاسي ولا نراها نحن ، ولعل هناك خطوات تنموية واسعة في عدة قطاعات على مستوى بلديات البلاد كافة بإمكانها احتواء هذا العدد الكبير من الباحثين عن عمل بعيدا عن زحمة العاملين بالمؤسسات العامة المختلفة .

نأمل أن تكون توقعاتنا في محلها ، وأن يرى هذا القرار النور ، حتى لا يصاب بخيبة الأمل كل من تأمل فيه خيرا .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى