تحقيقات ولقاءات

استطلاع – السجناء ..بين ازدراء المجتمع وتقبله لهم

نجاح مصدق

إنّ السجن مؤسسة إصلاحيّة بالأساس قبل أن تكون عقابية؛ لأنّ الهدف في النهاية هو إصلاح حال مرتكب الجريمة وتخليصه من الدوافع المادية والمعنوية التي أدّت به إلى ارتكاب جريمته. ومن المؤكد  أنّ قضاء السجين فترة عقوبته يعني أنّه نال جزاء عمله وانتهى الأمر، ولا يجوز أن يفرض عليه المجتمع عقوبة إضافية تتمثل في النظرة الدونية والاحتقار، ووصمة العار التي تلاحق أفراد عائلته دون ذنب لسنوات طويلة، تكون في العادة أطول من المدة التي قضاها في سجنه ومن المهم جدا زيادة الوعي المجتمعي بمفاهيم ومعايير إعادة دمج السجناء السابقين في المجتمع من جديد، ومنحهم فرصة للبحث عن عمل دون مضايقات، فضلا عن التسامح فيما يتعلق مع ماضيهم والسماح لهم بتكوين أسرة دون مبالغة في الشكوك في سلوكيّاتهم بعد قضاء عقوبتهم التي من المفترض أنّها ساهمت في تعلمهم الكثير من الدروس الحياتيةوحول هذا الموضوع ومدى تقبل المجتمع للسجناء السابقين واتاحة فرص للعمل لهم وقبولهم للزواج اختلفت الاراء وتباينت

ازرداء ورفض

السيدة فوزية سالم 30 سنه قالت بانه من الصعب جدا بالنسبة لها تقبل فكرة الارتباط بشخص سبق له وان دخل السجن سابقا لان من شب على شي شاب علية ومجتمعنا فيه عروض كثيرة اغلبها تؤكد نفس النتيجة ان خريج السجن قابل للعودة في أي لحظة للسجن ومن الصعب الثقة فيه

اما السيد محمد بوحلفاية 45 سنه قال بن السجين السابق شخص بحاجة الى فرصة ثانية ومن الممكن اذا ماتوفرت الظروف وفرص العمل المناسبة له ان يتغير هذا يرجع للمجتمع ومدى شغله على اصلاحه وتهذيبه شخصيا انا مع اعطاء فرصة الى ان يثبت العكس

المجتمع شريك ومسهم

السيد جمال الشيباني 55 سنه قال بان المجتمع يتحمل مناصفة الوزر مع الشخص السجين لانه هو من اوجد تغرة واهمل جانب ةاتاح فرصة للجريمة لهذا لايجوز ان يتحملها السجين لوحده على المجتمع مثل ماهو سبب ان يكون معالج ولديه دور في تقبله ومنحه فرصة اخرى

لاوجود لاصلاح

الانسة هيفاء التاجوري 38 سنه قالت بصراحة دور الاصلاح او السجن اماكن تفتقر للكثير وليس لديها ما يجعل السجين في حالة تهذيب او اصلاح بل العكس سجوننا يخرج منها السجين حتى بسبب مشاجرة يخرج مكتسب اسوأ العادات وممكن المخدرات وغيرها ارى ان السجون هي الاساس لتقبل السجناء بالخارج فاذا كانت لديها برامج توعية واكتشاف للمهارات ودعم نفسي ومعنوي مؤكد ان السجين سيكون ذو سلوك متزن ولديه فرص افضل عند خروجه

اما السيد عادل المغربي 42 سنه قال بصراحة نحن مجتمعات قاسية نعاقب السجين بسجن اكبر عند خروجه ولا نثق فيه حين لا نمنحه فرصة عمل او نرفض طلبه للزواج من بناتنا لهذا طبيعة المجتمع ومدى قوة الشخص وقدرته على اثبات انه ثاب ولم يعد للماضي بحاجة الى وقت وتقبل

وعي المجتمع

الاخت سلوى الباشا 26 سنه تقول بصراحة انا لا اثق وبالتجربة ولم نتعود على قبول الامر بسهولة الا عدد محدود من الناس من تثق فيه نحن نلحق حتى باسرته النظرة الدونية ليس له وحده فالفتات التي والدها سجين سابق بسبب الخمر او القتل او التعاطي حتى حظوظها في الزواج تقل وكذللك العكس وهذا بسبب قلة الوعي وغياب دور الاعلام في التوعية باحقية السجين السابق او خريج الحبس بالحصول على فرصة لانه عوقب وانتهى

انعدام الثقة

السيد رضى العيساوي 33سنه عندما سألناه هل تمنح خريج السجن فرصة عمل اذا كنت مسؤؤل اجاب حقيقة صعب طالما هناك عروض من اشخاص ليست لديهم سوابق نحن نطلب في اغلب او كل الدوائر شهادة الخلو من السوابق فاذا كان المجتمع والقانون لايثق فكيف برب العمل ان يثق في سجين سابق

السيدة احلام عبد الله اخصائية نفسية قالت ان السجين انسان وله الحق في فرصة وحياة وتكوين اسرة

إنّ صلاحية دمج المحكوم في المجتمع ترتكز على عدة معايير منها ما هو مرتبط بشخصيّة المحكوم عليه، ومنها المرتبط بالإجراءات والبدائل المتوافرة في المجتمع التي تستطيع احتواء المحكوم. أمّا عن المعايير الذاتية فإنّها معايير مرتبطة بشخصية المتهم، ومدى جديته في تغيير أسلوبه، هناك أفراد تتسم شخصيتهم بأنّها عدائية، وهؤلاء يتخذون حكم السجن على أنّه دافع للانتقام ولا يأخذهم أدنى شعور بالذنب، وهم في حاجة إلى تأهيل صارم وعلاج سلوكي، فهناك عادات وانفعالات وسلوكيات تمثل حزمة مؤثرة في شخصية المتهم وهي التي توقعه بالمشكلات، وفي الجانب الثاني هناك أشخاص يريدون التغيير، لكنّهم لم يصلوا إلى مرحلة الثبات والاستمرارية

وفي نهاية الاستطلاع وجب ان نؤكد على ان السجين شخص من الممكن ان يكون فاعل وناجح متى ما توفرت الظروف المجتمعية الاصلاحية الفاعلة وتوافرت العزيمة والنية الحقيقية للبدأ من جديد بلا خوف او انكسار ومن حصيلة الشريحة المستهدفة اتفق 65%انهم لايثقون في خريجي السجون وان20%يقولون حسب سلوكه بعد السجن اذا ثبت الصلاح والحرص على العيش الحلال يقبلونه واما اذا ماثبت العكس لا يقبلونه بينما15%قالوا بانهم مع منحهم فرصة جديدة والثقة فيهم ودعمهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى