تحقيقات ولقاءاتليبيا

ابحثوا عن الحل ولو كان في  برلين !

هل يحقق ما عجزت عنه المبادرات السابقة:

 

هل يحقق ما عجزت عنه المبادرات السابقة:

ابحثوا عن الحل ولو كان في  برلين !

ينظم مركز الحوار الإنساني في مدينة جنيف السويسرية لقاء هذا الأسبوع لطرح الأزمة الليبية والمختنقات التي تمر بها العملية السياسية.

مصادر إعلامية محلية مقربة من مجلس النواب قالت أن مركز الحوار الإنساني بدأ بتوجيه دعواتِ الحضور للملتقى لعدد من الشخصيات النشطة في الفضاء السياسي، لم يكشف عن أسمائها، من أجل الاستماع إلى الآراء وتبادل المقترحات والحلول وتقديم توصيات لمؤتمر برلين.

ويسعى مركز الحوار الإنساني أكثر من مرة إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف في ليبيا والعمل على تنظيم الجهود السياسية والاجتماعية من أجل عبور المختنقات التي تمر بها البلاد.

إصرار سلامة ..

من جهة ثانية نشر المجلس الأطلسي وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية تقريرا حول المؤتمر الذي ستستضيفه ألمانيا في محاولة لحل النزاع في ليبيا، واصفا المؤتمر بمحاولة أخرى وحل أخر غير مكتمل للأزمة في ليبيا.

وأضاف المجلس الأطلسي أنه في 11 سبتمبر 2019 أعلن سفير ألمانيا في طرابلس أنه في أكتوبر أو نوفمبر ستستضيف برلين مؤتمرا حول ليبيا في محاولة لتحقيق الاستقرار في الوضع في البلاد وإغاثة المتضررين بشدة من العملية العسكرية التي قام بها خليفة حفتر.

سيتم تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا غسان سلامة. يبدو أنه يعتقد أن ألمانيا يمكن أن تمثل جهة فاعلة محايدة بين تدخل الجهات الفاعلة الأجنبية التي تبحث عن الموارد والهيبة الدولية على الأراضي الليبية لسنوات. ولكن بالنظر إلى التاريخ الحديث هناك العديد من الانتقادات بأن هذا ليس هو النهج الأفضل. وفي السنوات الأخيرة لم تؤد المؤتمرات حول ليبيا التي عقدت في بلدان أخرى ذات تمثيل محلي محدود للغاية إلا إلى تفاقم التوترات وجعل الوضع أسوأ.438 admin

قبل برلين كانت باريس !

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قام  برعاية العديد من الارتباطات الدبلوماسية غير الرسمية والرسمية. واستضاف مؤتمرين في باريس الأول في 25 يوليو 2017 بين رئيس السراج وحفتر. تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار ووعد بإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن. وحدث آخر في باريس في 29 مايو 2018 مع اقتراح تحديد موعد يوم الانتخابات في 10 ديسمبر من ذلك العام.

ورداً على ذلك نظمت إيطاليا -بمبادرة من رئيس الوزراء جوزيبي كونتي -مؤتمراً آخر في باليرمو في الفترة 13-14 نوفمبر 2018. ثم في فبراير 2019 أصدر مؤتمر آخر عقد في أبو ظبي اتفاقًا لإجراء الانتخابات. لم يتم تحقيق أي من هذه الاتفاقات أو المقترحات. وبدلاً من ذلك بدا الجميع في ليبيا غير راضين تمامًا ، وخاصة القادة الميدانيين المستبعدين من طاولة المفاوضات .

الشعب هو المتضرر حتى الآن !

وكان أكثر المتضررين من المفاوضات الفاشلة هم الشعب الليبي الذي لا يجد الاستقرار الضروري للبدء في إعادة بناء بلده. لم تؤد هذه المؤتمرات الدولية إلى أي حلول فعالة للنزاع مما تسبب في خيبة أمل فقط بين المواطنين.

ومع ذلك هناك نوع مختلف من الاجتماع أكثر إنتاجية. في الفترة من 6-8 ديسمبر 2017 نجح المركز السويسري للحوار الإنساني في تنظيم اجتماع لرؤساء البلديات الليبيين في تونس. لأول مرة منذ بدء النزاع اجتمعت جميع البلديات والسلطات المحلية الليبية تقريبًا لمناقشة كيفية إنهاء العنف المستمر في البلاد . شهد هذا الحدث الهام الحضور النشط لممثل الأمم المتحدة غسان سلامه. وكان الاجتماع ناجحًا وبنى أساسًا مهمًا للمؤتمر الوطني المحتمل، الذي كان ينبغي أن يضم الممثلين الرئيسيين للمناطق الثلاث في ليبيا: طرابلس وبرقة وفزان.

واستمرت البلديات في السير على هذا الطريق، مع سلسلة من التجمعات في بداية عام 2018 ليس فقط في تونس، ولكن أيضًا في شحات في يناير وطرابلس في مارس. حضر حوالي 107 من القادة المحليين بما في ذلك من القادمين من شرق ليبيا. وطلب القادة المحليون عدم تدخل الجهات الأجنبية الفاعلة: لقد أرادوا أن يتركوا وحدهم في محاولة لإعادة بناء الدولة .

بالنظر إلى نجاح مبادرة المركز السويري للحوار الإنساني طلب سلامة في بداية عام 2018 من المركز أن يدير العملية التحضيرية للمؤتمر الوطني الجامع أحد أسس خطة عمل الأمم المتحدة من أجل ليبيا. مع هذا الهدف فتح المركز مشاورات والتي حضرها في ثلاثة وأربعين موقع من قبل أكثر من 7000 ليبي.

ألمانيا لهذه الأسباب !

أساس اقتراح ألمانيا لعقد مؤتمر دولي جديد، يكمن في العلاقة القوية التي تربط برلين بتركيا ومصر والتي لا يجب التقليل من قيمتها، بالنظر إلى أن هاتين الدولتين تدعمان السراج وحفتر على التوالي.

وفي غضون ذلك عُقد منتدى الحكم المحلي الليبي في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر في تونس العاصمة من أجل تحسين النهج الاستراتيجي للتوطين. تم دعم الحدث من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا لم تتحدث وسائل الإعلام بشكل مكثف عن ذلك، ولكن سيكون من المثير للاهتمام أن نفهم عدد المسؤولين المحليين الذين حضروا ومن أي منطقة في ليبيا.

كما اتفق العديد من العلماء والمتخصصين على ليبيا قبل بضعة أشهر في تقرير بروكينجز عن ليبيا، فإن النموذج المطبق في البلاد يجب أن يتم إنشاؤه من قبل الليبيين ومن أجلهم وبناء “الدولة من القاعدة الشعبية بدلاً من الأعلى إلى الأسفل”.

وفي هذا السياق لا يوجد مكان للتطفل الخارجي ولا للمؤتمرات التي لا تحظى بالمشاركة الكاملة لليبيين في طرابلس وبرقة وفزان. ولا يزال سلامه متفائلاً بشأن مؤتمر برلين المقبل على الرغم من تصاعد القتال الجوي في ليبيا، لكن من الضروري أن نتذكر أنه لا يمكن عقد المؤتمرات دون أولئك الذين لديهم بالفعل دور وحصة على المستوى المحلي. نظرية بسيطة، ولكن من الواضح أنه من الصعب جدًا تطبيقها.

مازالت الفجوة بين الأطرف الداعمة

مصادر دبلوماسية غربية تحدتث عن استمرار وجود “فجوة دولية” بين الأطراف التي شاركت في المؤتمر التحضيري الرابع لمؤتمر برلين، الأسبوع الماضي .

وأوضحت المصادر أنه في الجانب المُقابل لهذه الفجوة، بدأت ملامح قاعدة توافق مبدئية تظهر بين الأطراف الدولية الحاضرة بعد الخروج بنوع من التقارب في وجهات النظر فيما بينها، فيما يبدو أنها كانت الثمرة الوحيدة للاجتماع.

وأشارت إلى أن بعض الأطراف تُحاول اللعب بورقة الوقت، من خلال إطالة أمد القتال الدائر في طرابلس، لكسب المزيد من الوقت وتحقيق تقدّمات على الأرض، قد تقلب الموازين في اللحظات الأخيرة.

وتحدثت مصادر دبلوماسية متطابقة عن اجتماعات دولية مرتقبة ستشهدها لندن الفترة المُقبلة على هامش قمة الناتو، أحدها سيكون تركي فرنسي ألماني بريطاني وسيبحث ملفي سوريا وليبيا، فيما سيجتمع ممثلين عن إيطاليا وتركيا وألمانيا في لقاء ثلاثي منفصل.

ونفت بشكل نهائي وجود أي احتمالات لتفعيل ما يسمى باتفاق الدفاع المشترك بين الوفاق وأنقرة، لافتة إلى وجود اتفاقيات تعاون عسكرية بين الطرفين وهي التي يتم بموجبها تقديم الدعم اللوجستي وبعض العتاد لحكومة الوفاق .

برلين من منظور عربي ..

من جهته رأى الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أن الهدف من مؤتمر برلين المُزمع عقده الشهر المقبل، يكمن في تهيئة بيئة دولية إقليمية قادرة على احتضان تفاهمات الأطراف الليبية بين بعضها بعضا.

وحمّل زكي في تصريحات صحفية مؤخراً مسؤولية جزء من الوضع الذي آلت إليه البلاد، مُلمّحاً إلى أن اللوم لا يجب أن يُوجه فقط للأطراف الخارجية التي ساهمت بتدخّلاتها في تعقيد الأزمة الليبية.

وعن مسار مؤتمر برلين والمخرجات المُتوقّعة منه، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية إن “العمل جار للخروج بمواقف توافقية تسمح للمجتمع الدولي بالحديث بصوت واحد فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا”.

وأشار زكي خلال حديثه إلى تعقيدات ضخمة تُثقل كاهل الملف الليبي وتزيد من حساسيته، خاصة في ظل تداخل المصالح الدولية في البلاد، الأمر الذي استدعى تحركا عاجلا من قبل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لإنهاء الصراع الذي احتدم مؤخراً على الصعيد العسكري.

وفي سياق متصل برر السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر اوفتشا أن نشره للتغريدة  الأخيرة على حسابه في “تويتر” ليست من أجل التدخل في النزاع في ليبيا .

جاء ذلك خلال رده على سأل لأحد الصحفيين على التغريدية التي نشرتها على حسابه مرفقة بصورتين واحدة دمار وخراب بمدينة بنغازي والأخرى لأحد أحياء طرابلس والتي أثارت جدلا بين الليبيين .

اوفتشا قال خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي جمعه مع عميد البلدية فرج بو الخطابية  كنت أدعو كل الليبيين أن يظهروا انطباعاتهم بالصور عن الوضع الحالي والصورة كانت دعوة للمنافسة فقط، حسب قوله .

وعن مؤتمر برلين، أوضح اوفتشا أن مبادرة برلين هي إرجاع ليبيا للوضع الطبيعي بدون مشاكل، منوهًا إلى أن المرحلة الأولى من المؤتمر هي إيقاف النزاع المسلح والمرحلة الثانية هي جلوس أطراف النزاع على طاولة الحوار .

وذكر أن مبادرة برلين تهدف لجمع الفاعلين الدوليين لوضع خطط موحدة لمساعدة ليبيا وأن تصب كلها في اتجاه واحد لصالح ليبيا.

مباحثات وتحضيرات

وعقد السفير الألماني أيضا، اجتماع عمل مع أعضاء في مجلس النواب بمدينة طبرق. وناقش الاجتماع التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين، وإنهاء جميع العمليات العسكرية، والحاجة إلى توحيد الهيئات التشريعية الشرعية، حسب تدوينة للسفير على حسابه بموقع التواصل «تويتر».

بين غدامس و برلين!!

وأخفقت جهود الأمم المتحدة في عقد ملتقى غدامس، الذي كان مقررا أن يجمع كل الأطراف الليبية، إذ اندلعت حرب العاصمة طرابلس في الرابع من إبريل الماضي، بين قوات حفتر، وقوات حكومة الوفاق.

فهل تنجح هذه المرة في إعادة الجميع لطاولة الحوار والحل وتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع الليبي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى