كتاب الرائ

صفقة القرن

عامر جمعة

بصريح العبارة

عاد الحديث مرة أخرى عن ما يسمي بصفقة القرن التي تتعلق بالصراع العربي الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي وهي الفكرة ” الجهنمية ” التي طرحها الرئيس الأمريكي ” ترمب” منذ مدة ماضية عندما كشف عنها – الصهيوني – كوشنر في البحرين وإن ركز حينها على جوانبها الاقتصادية وكأن الفلسطينيين يبحثون عن لقمة العيش وليس عن وطن أغتصب وشعب مشرد رغم أن الأموال التي ستخصص أحوال الفلسطينيين الاقتصادية هي أموال عربية ومن ذقون العرب الذين توافدوا للمنامة للتعرف على ما يسمى صفقة القرن وكأن القضية وليدة عصر ترامب وهي التي مر عليها أكثر من سبعة عقود وصدر بشأنها العديد من القرارات الدولية من مجلس الأمن والأمم المتحدة علاوة على ما تم الاتفاق عليه بدءًا من القرار 242 وبقية القرارات اللاَحقة ومروراً بمؤتمرات عدة أهمها مدريد واسلو .

هي ليست صفقة كما يقول ترامب ولكنها في الحقيقة ” صفعة ” لكل العرب ولكل العالم ولكل القوانين والأعراف الدولية وللجنة الرباعية وقد استأثرت أمريكا بكل أوراق القضية وهي المنحازة للإسرائيليين وقد أعلنت كل إداراتها ذلك تكراراً ومراراً لكن من يسمونهم أصدقاء أمريكا من العرب مازالوا للأسف يجددون ثقتهم في الإدارة الأمريكية ، وذلك ما ظهر واضحاً حتى في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية الذي عقد مؤخراً للرد على الصفقة حيث لم يتردد بعضهم بكل أسف عن شكر ترامب وجهوده لحل القضية وهو الذي أعترف مؤخراً بالقدس عاصمة للدولة اليهودية وطالب العالم بذلك ونزع صفة الاحتلال عن المستوطنات .

أمريكا لا تأبه بالقرارات العربية لأنها أول من يعرف أنها مجرد حبر على ورق فجل العرب لديهم علاقات مع الإسرائليين ويسعون للتطبيع معهم ولم يحل بينهم وبين ذلك سوى الجماهير العربية وهي وحدها التي يعول عليها الفلسطينيون ولو بعد حين وما ضاع حق وراءه مطالب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى