كتاب الرائ

حروب اونلاين !

عصام فطيس

بإختصار

لم تكد تمر ايّام معدودات على الدعوات لاستئناف الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين وبعد ترحيب الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالوكالة، ستيفاني وليامز، بمبادرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ومبادرة رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دوليا فايز السراج واصفة إياها الإيجابية ، و التي دعا فيه جميع الأطراف والقوى السياسية إلى ضرورة الإسراع في استئناف الحوار السياسي برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، الا ان الرياح جرت بما لا تشتهي السفن ، ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه تحركا دوليا إيجابيا من اجل العودة الى استئناف مفاوضات مسار المغفور له مؤتمر برلين ) عاودت الاشتباكات والمعارك الاندلاع بشدة وبشكل غير مسبوق في مختلف محاور طرابلس والوطية وابوقرين ليتأجل الحديث عن الحوار الى حين إشعار آخر ، في ظل تبادل الاتهامات من الطرفين بإستهداف المدنيين الذين تساقطوا تباعًا نتيجةً للقصف العشوائي الذي خلف سقوط المدنيين الأبرياء وإتلاف للممتلكات الخاصة والعامة .
ويجمع المتابعون للشأن الليبي ان هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري بين أطراف النزاع التي استغلت انشغال العالم بأزمة جائحة كورونا وحالة الانقسام الدولي في التعامل مع الملف الليبي ، إضافة إلى السباق المحموم بين الاطراف الإقليمية الداعمة لأطراف الأزمة من أجل تحقيق نقاط إضافية قبل ان يجتاز هذه الظروف الطارئة والتي ستمكنها من تحقيق أهدافها .
وإذا كان هناك من ظل يراهن على دور محوري للبعثة الأممية في لجم مسلسل العنف في ليبيا الا ان استقالة رئيسها الدكتور غسان سلامة وعجز مجلس الأمن عن اختيار بديل له في ظل حالة الانقسام التي يشهدها بين أعضائه من اجل التوافق حول اسم الرئيس القادم للبعثة يجب علينا الاعتراف إعترافا صريحًا و واضحًا لا لبس فيه ان العملية السياسية ستكون مؤجلة الى حين إشعار اخر .

رغم امنيات العمة وليامز التي ما انفكت تعرب عن استعداد البعثة لاستئناف المسار السياسي الليبي – الليبي بناءً على مخرجات مؤتمر برلين وقرار مجلس الأمن رقم ( 2510) بلقاء عبر الاتصال المرئي إذا لزم الأمر) ماتحسابش بأنها طريقة ما تمشيش مع الليبيين ، وعلى راي احد الخبثاء هي قراءة المدارس في ليبيا ما مشتش اونلاين بتوقف حرب !
المحصلة ان حالة الاستنزاف ستتواصل الى ان يعيد العالم ترتيب أولوياته والى ذاك الحين ، سيدفع الليبيون الفاتورة باهظة الثمن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى