د.علي المبروك ابوقرين
منذ بداية الحرب المدمرة على غزة والعدو الصهيوني يستهدف المستشفيات والمراكز الصحية ، ويعتبرها جميعًا أهداف رئيسية ، ومن أول هذه المستشفيات مجمع الشفاء الطبي ، الرمز والصرح الطبي الكبير والأقدم تاريخيًا في فلسطين ، حيث تم انشائه عام 1946 قبل أن تقوم الانجلوسكسونية والصهيونية بتوطين اليهود في فلسطين ، ويقع مجمع الشفاء الطبي الحكومي على مساحة 45 الف متر مربع وسط غرب قطاع غزة ، ويضم 3 مستشفيات مجهزة بأحدث المعدات الطبية ، ويعمل به حوالي ربع القوى العاملة الصحية بقطاع غزة ، وهو من أكبر وأقدم مستشفيات القطاع البالغ عددهم 36 مستشفى ، وللأسف خرج معظمهم عن الخدمة ولم يبقى منهم إلا 9 مستشفيات نتيجة الحرب الوحشية المدمرة التي تشنها آلة الحرب الصهيونية المدعومة من امريكا والدول الغربية ، ومن اليوم الأول لبدء حرب الإبادة والتطهير العرقي على غزة والمستشفيات قُطع عنها المياه والكهرباء والأدوية والمستلزمات والتموين والوقود ، وتتعرض جميعها للقصف والتهديدات المتتالية بالإخلاء ، وتم قصف مستشفيات عدة وأصابها دمار شامل وخرجت عن العمل ، ومنها المعمداني والأندونيسي والرنتيسي والصداقة التركي وغيرها من المستشفيات والمراكز الطبية ، ونظرا لارتفاع وثيرة الحرب من اليوم الأول بكل أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة والتي لا تستهدف الا المدنيين والمواقع المدنية ، ومنها المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والمرافق الصحية ودور العبادة ، وأصبحت المستشفيات تعج بجرحى الحرب من الأطفال والنساء والشيوخ مما فاقم من العبء على المستشفيات والعاملين الصحيين ، وأصبحت تعمل بطاقات إستيعابية تفوق 200% ، مع النقص الحاد في الكوادر والأدوية والمستلزمات والوقود ، مما شكل خطورة كبيرة على حياة الجرحى والمصابين والمرضى ، وأصبحت المستشفيات تعج بالنازحين المدنيين الذين لم يكن لهم مكان آمن في غزة ، وآلة الحرب الصهيونية الوحشية المدمرة تستهدف كل الناس بجميع الأسلحة منتهكة بكل وقاحة قوانين الحرب وقوانين حقوق الانسان ، والقانون الدولي الإنساني الذي يوفر الحماية للمواقع المدنية ، كما جاء في إتفاقية جنيف الرابعة عام 1949 والبرتوكولين الأول والتاني لاتفاقيات جنيف عام 1977 ، واتفاقية لاهاي قبلها في 1954 وروما ، وتتعرض المستشفيات والعاملين الصحيين وفرق الإنقاذ والاخلاء الطبي للقصف وتدمير سيارات الاسعاف والمرافق الصحية ومابها من معدات وأجهزة طبية ومخازن الأدوية والمستلزمات الطبية ، ويموت الأطفال والخدج والجرحى بالعنايات الفائقه ، ويموت مرضى الأورام والقلب والكلى وكل الأمراض المزمنة ، وتولد النساء في اسواء الظروف الصحية لمن نجى منهن من الموت ، ومع الظروف القاسية التي يعيشها سكان غزة من حصار ونزوح وتكدس بالمدارس والملاجئ والمستشفيات وفي العراء بدون مياه الشرب النقية ولا غذاء ولا دواء ولا مجال لحياة صحية ومع قدوم الشتاء ، مما أنعكس على الاحوال الصحية لكل الناس المهددين بشتى الأمراض المعدية ، وقطاع صحي تتناقص كل مقوماته ويموت الجميع ،
وهم سكان البيوت المهدمة ، وهم الجرحى والمسعفين والمعالجين ، وهم جميعهم من تطاردهم أسلحة العدو الصهيوني المدمرة الفتاكة والمحرمة ، والأطباء والأطقم الطبية والمرضى والنازحين يتقاسمون كل شئ ،
الحياة والموت وحب الوطن ، وفي مستشفيات غزة علاج وسكن ومقابر ، ومن تحت الأنقاض وعلى جحيم القصف ستولد غزة والإنسانية والضمير ..
.نصر الله فلسطين

منشور له صلة

بيروت: مشاركة ليبية بورشة عمل “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الخدمات القضائية والقانونية”.

بدعوة من المركز العربي للبحوث القضائية والقانونية التابع لجامعة الدول العربية وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية…

يومين منذ

الخليج العربي للنفط تحقق زيادة في إنتاج حقل السرير

في إطار الجهود الدؤوبة لزيادة الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية، انتهت شركة الخليج…

يومين منذ

المخاطر الصحية

  د. علي المبروك ابوقرين العالم بعد الكورونا زادت به عوامل إختطار صحية كثيرة ومتعددة ومعقدة…

يومين منذ

مناقشة مشروع التكيف مع تغير المناخ والطاقة المستدامة

في اطار التعاون العلمي والبحثي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي…

يومين منذ

منتخبنا الليبي للملاكمة يقيم معسكر تدريبي مغلق في تونس

تتواصل تدريبات منتخبنا الليبي للملاكمة هذه الأيام في تونس حيث يقيم معسكر تدريبي مغلق مع…

يومين منذ

أبوجناح يزور مصلحة الطرق والجسور

الأربعاء08/مايو/2024 زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية المهندس "رمضان أبوجناح "الي مصلحة الطرق…

يومين منذ