عودة داسيلفا !

اوراق

عصام فطيس

افضت اشرس انتخابات رئاسية عرفتها البرازيل بأسرارها البارحة بإعلان فوز المرشح اليساري لولا داسيلفا في دورة الإعادة بعد منافسة مع الرئيس اليميني المتطرف بولسونارو بفارق ضئيل ؛ حيث حصل داسيلفا على نسبة 50.9% من الاصوات اي حوالي 60.345.999 صوتا ؛ فيما حصل الرئيس السابق على 49.1% بعدد 58.206.354 صوتا ؛ وبلغت الاصوات الملغاة 5.700.433 صوتا .

ويطمح لولا العائد إلي الحكم بعد اثني عشر عاما لاعادة تجربته الناجحة في البرازيل حيث شهدت البلاد في عهده نقلة نوعية ونقلها من حال إلي حال عبر اصلاح سياسي واقتصادي ليضعها ضمن دائرة الدول المتقدمة ؛ وتصبح التجربة البرازيلية نموذجا رائعا وناجحا للحكم في امريكا الجنوبية ؛

في عهد لولا لعبت البرازيل دورا محوريا في القارة والعالم جعلت نجمه يسطع بقوة جعلته يوصف ( بالرجل صاحب الافكار والطموحات الجريئة )

ومع نهاية العام 2010 غادر لولا سدة الحكم وسط دموع عشرات الملايين من البرازيليين رافضا تعديل الدستور ..
ليبدا مخطط اليمين بإستهدافه ؛ بتوجيه المدعي العام في العام 2011 اتهامات له بالفساد افضت لادانته والحكم بسجنه لتسع سنوات في العام 2018 قضي منهم عام ونصف العام ؛ لتعلن المحكمة العليا بعد ذلك

أعتقل لولا دا سيلفا في أبريل عام 2018، ونفذ عقوبة بالسجن تجاوزت العام ونصف العام بسبب توجيه المحكمة له تهم فساد، الا انه بعد سنة ونصف أمر القضاء بإخلاء سبيله في ضوء قرار اتخذته المحكمة العليا البرازيلية أنه لم (يعد هناك أي أساس لتنفيذ العقوبة بالغاء إدانته بقضية الكسب غير المشروع.)

ماذا تعني عودة اليسار للحكم في البرازيل ؟
برازيليا تعني عودة التجربة الرائدة في الاصلاح الاقتصادي ؛ وأمل لعشرات ملايين البرازيليين لانتشالهم من البؤس الذي عانوا منه أبان حكم اليمين ؛ عودة الدور الريادي للبرازيل لقيادة امريكا الجنوبية للتحرر من التبعية للولايات المتحدة …
ستكون الفترة الرئاسية الثالثة اكبر تحد يواجه لولا فهل سينجح في اصلاح ما افسده بولسونارو .