الثقافة نصف العلم !

 

يقولون الزواج نصف الدين انطلاقا من أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان ليكون الخليفة في الأرض ولن يكون كذلك إلا بالزواج الذي بدأ بسيدنا آدم ونصفه حواء عليهما السلام ..

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ..

الثقافة هي نصف العلم بل إن العلم وحده قد لا يمكن صاحبه من إفادة الإنسانية عامة مالم يكن مدعما بثقافة واسعة تساعده على القيام برسالته ..

الثقافة أكثر شمولا وما أكثر الذين لديهم شهادات علمية عالية المستوى لكن دورهم أقل تأثيرا وتقل فائدتهم لأنفسهم قبل إفادة بقية البشر !

المتعلم يفيد الآخرين في مجال معين في حين يكون المثقف قادرا على إيصال الكثير من المعارف الإنسانية ليوسع مدارك الآخرين ولم تنهض الأمم إلا بوفرة مثقفيها لأنهم أكثر انتشارا بين مختلف الطبقات الاجتماعية ..

الثقافة جعلت عباس محمود العقاد أحد أبرز الكتاب العرب في العصر الحديث ولم يحمل من المؤهلات العلمية سوى الشهادة الابتدائية .

هذا لايعني التخلي عن طلب العلم فبالعلم تنهض الأمم لكن العلم والعلماء لا يحققون أهدافهم ورسالاتهم إلا إذا تمتعوا بثقافة واسعة هم أحرص مايكونوا عليها إدراكا لأهميتها ..

ولم تتحقق النهضة في العصور الوسطى إلا بفضل المثقفين حيث لم يبدأ بعد في ذلك الحين دور الجامعات والكليات الحديثة ، ولم يتخرج الرازي والخوارزمي وأبن سينا والفارابي من الجامعات بقدر اجتهادهم وأبحاثهم وتجاربهم على سبيل المثال لا الحصر !

ولم يكن العرب قديما قد درسوا في دور العلم والجامعات والأكاديميات في وقت برعوا فيه في مختلف المعارف والعلوم والفصاحة والشعر والأدب عموما وكان الصحابة نموذجا حيا وقد تخرجوا على يدي سيد الكائنات .

نحن أهملنا الثقافة فقلت المكتبات المفتوحة للجميع والمراكز الثقافية وقل الاهتمام بالكتب والمعارف مع أن الشاعر العربي قال إن خير جليس في الزمان كتاب !!