ليبيا

أكاديميون وباحثون يناقشون دور الأمم المتحدة في إدارة الحوار السياسي الليبي خلال ورشة علمية متخصصة

التاريخ: 22 ديسمبر 2025/ الأكاديمية الليبية – جنزور للدراسات العليا

نظمت الأكاديمية الليبية – جنزور للدراسات العليا، اليوم الثلاثاء الموافق 22 ديسمبر 2025، ورشة عمل أكاديمية متخصصة تحت عنوان “دور البعثة الأممية كمؤسسة دبلوماسية في إدارة الحوار السياسي – ليبيا نموذجًا”.

جمعت الورشة نخبة من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بالشأن السياسي والدبلوماسي، في محاولة لقراءة معمقة لتجربة الأمم المتحدة في إدارة الملف الليبي، وتقييم أدائها كوسيط دولي في ظل تعقيدات المشهد المحلي والإقليمي.

هدفت الورشة إلى تحليل وتقييم الأدوار الدبلوماسية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL)، وفاعلية أدوات الحوار السياسي التي تروج لها، مع التركيز على التحديات التي واجهت المسار الأممي وسبل تطويره، والخروج برؤى وتوصيات تساهم في إثراء النقاش حول مستقبل التسوية السياسية.

وقد تم توزيع أعمال الورشة على أربعة محاور علمية:

  1. الإطار النظري والمفاهيمي: حيث تم استعراض المرجعيات القانونية للبعثة الأممية وتحليل إشكاليات مفهوم “الحوار السياسي” في السياق الليبي، خاصة مع تعدد مراكز القوة وتضارب المصالح.
  2. دور الأمم المتحدة في إدارة الحوار: ناقش المشاركون أدوار البعثة في دعم المسار الانتخابي والمصالحة الوطنية ومراقبة حقوق الإنسان، مع تسليط الضوء على حدود هذا الدور وتأثره بالاعتبارات الجيوسياسية.
  3. أداء المبعوثين الأمميين: قدم المحور مقاربة تحليلية لمسار تعاقب المبعوثين الدوليين إلى ليبيا منذ 2011، وتأثير التغييرات المتكررة على استمرارية المبادرات، وإشكالية “شخصنة” الدور وضعف النهج التراكمي.
  4. تحديات الملف الأمني: ركز النقاش على تعقيدات وإشكاليات تأجيل الملف الأمني، ودور البعثة في التعامل معه منذ اتفاق الصخيرات، وصولاً إلى محاولات تثبيت وقف إطلاق النار، مع الإشارة إلى محدودية الأدوات التنفيذية للأمم المتحدة في هذا المجال.

خرجت الورشة بعدد من النتائج أبرزها:

· تعثر التحول الديمقراطي في ليبيا نتيجة الانقسام الداخلي وتداخل التدخلات الخارجية.
· افتقار الدور الأممي لنهج تراكمي مستدام، وتأثره بتغير المبعوثين والمواقف الدولية.
· محدودية تمثيل كافة القوى الفاعلة في بعض مسارات الحوار السابقة.
· التأكيد على أن الحل السياسي التوافقي يبقى الخيار الوحيد القابل للاستمرار.

كما أوصى المشاركون بـ:

· إجراء تقييم نقدي شامل لتجارب الحوار السابقة والبناء عليها.
· العمل على توحيد الموقف الدولي الداعم للتسوية الليبية والحد من التنافسات الثنائية.
· تعزيز الملكية الليبية للعملية السياسية ووضع آمال ملزمة لتنفيذ أي اتفاقيات مستقبلية.
· ترسيخ الحوار كخيار استراتيجي دائم بين المكونات الليبية، بدعم أممي يقتصر على التيسير وضمان الشمولية.

هذا وقد اختتمت الفعالية بنقاش مفتوح أثرى المحاور المطروحة، حيث أجمع الحضور على أهمية عقد مثل هذه الورش الأكاديمية لتعميق الفهم النقدي لأدوار الفاعلين الدوليين وتعزيز الوعي السياسي، مع التأكيد على أن تحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا لن يتأتى إلا بتكامل الجهد الوطني الصادق مع دعم دولي منسق وشفاف يحترم إرادة الليبيين ويضع مصلحة البلاد فوق أي اعتبارات أخرى.

وجدير بالذكر ان هذه الورشة تشكل جزءًا من سلسلة جهود أكاديمية ليبية لقراءة التجربة السياسية الحديثة بعين ناقدة، وفتح حوار مجتمعي حول القضايا المصيرية، ومن المتوقع أن تُصدر الأكاديمية تقريرًا مفصلاً يتضمن أوراق العمل والمداولات كاملة، ليكون وثيقة مرجعية تساهم في رسم السياسات المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى