مشاركة ليبية بالمؤتمر العالمي الرابع عشر للرابطة الدولية لقضاة اللاجئين والهجرة في نيروبي
شهدت العاصمة الكينية نيروبي، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر 2025، انعقاد المؤتمر العالمي الرابع عشر للرابطة الدولية لقضاة اللاجئين والهجرة (IARMJ)، أحد أبرز الفعاليات القضائية الدولية المتخصصة في قضايا اللجوء والهجرة، والذي يُعقد بانتظام منذ عام 1995، ويجمع نخبة من القضاة والخبراء القانونيين وصانعي السياسات من مختلف دول العالم.
وقد افتتح أعمال المؤتمر الرئيس الكيني ويليام روتو، مؤكدًا في كلمته الافتتاحية على أهمية التعاون الدولي في حماية منظومات اللجوء والمضي نحو بناء سياسات أكثر عدالة وإنسانية في ظل التحديات الدولية المتصاعدة.
تناول المؤتمر في جلساته عدة محاور رئيسية، من بينها:
حمل المؤتمر هذا العام شعار “حماية نزاهة أنظمة اللاجئين والهجرة“، ليعكس التحديات الكبرى التي تواجه الأنظمة القضائية مع تزايد موجات النزوح، وتعقّد الملفات الإنسانية المرتبطة بالحماية الدولية، وظهور عوامل مستجدة تتقاطع مع القانون، من أبرزها التطورات التكنولوجية والتغيّر المناخي.
كما شهد المؤتمر نقاشات معمّقة حول سبل تعزيز العدالة والشفافية في إجراءات تحديد صفة اللاجئ، وطرق توحيد المعايير القضائية بين الدول، بما يسهم في تقوية منظومة قانونية دولية مستندة إلى الاتفاقيات والأعراف والتجارب المقارنة.
المشاركة الليبية
وسجّلت ليبيا حضورًا مميزًا في أعمال المؤتمر عبر مشاركة كل من:
الدكتور عبد الله جوان، عضو المجلس الأعلى للدولة، والأستاذ عمر الجد، المستشار بالمعهد العالي للقضاء.
وخلال مداخلته، أكد الدكتور عبد الله جوان أن قضايا الهجرة أصبحت ملفًا عالميًا مشتركًا مشيرًا إلى أن الدولة الليبية ملتزمة بالمواثيق والقوانين الدولية المنظمة للهجرة،
وقدّم المستشار عمر الجد مداخلة موسّعة لاقت اهتمامًا من الحضور، تناول فيها الأسباب البنيوية للهجرة وفي مقدمتها العامل الاقتصادي، وذلك ضمن سياق العولمة التي أدّت ـ بحسب المفكر سمير أمين ـ إلى “تمدين الفقر وترييف المدن”. وأشار إلى غياب ما يشبه “دستور اقتصادي” واضح في عدة دول، الأمر الذي يجعل العوامل الاقتصادية أحد أهم محركات الهجرة الحديثة.
كما تناول في حديثه العوامل السياسية مثل الاستبداد وغياب الاستقرار، إضافة إلى ما وصفه بـ سياسة تصدير الحدود التي تعتمدها بعض الجهات الأوروبية، والتي تهدف إلى جعل الأراضي الليبية الحاجز الأول للحد من تدفقات الهجرة، وهو ما يطرح إشكاليات سيادية خطيرة خاصة في ظل الاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم المتعلقة بإعادة المهاجرين إلى دول العبور.
وتوقف الجد عند سؤال محوري وصفه بأنه أساس النقاش الراهن:
هل الهجرة موجة طبيعية ناتجة عن ظروف موضوعية، أم أنها أصبحت تُستخدم كأداة سياسية في سياق صراعات دولية؟
مؤكداً ضرورة تفكيك كلا الاحتمالين، سواء في فهم الأسباب البنيوية أو في تحديد الجهات التي قد توظف الهجرة كسلاح جيوسياسي.
كما قام المستشار عمر الجد بتقديم درع تقدير لرئيس المؤتمر ومستشار المحكمة العليا الكينية، تعبيرًا عن الامتنان لدعوته للوفد الليبي وحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال أيام المؤتمر.
وعلى هامش المؤتمر نظمت مجموعة من ورش العمل المتخصصة، التي عُقدت خلال يومي 20 و21 نوفمبر، وركّزت على:
وقد امتازت هذه الورش بطابعها التفاعلي واعتمادها على مجموعات صغيرة بإشراف خبراء دوليين، مما أتاح للمشاركين تبادل الخبرات واكتساب مهارات قابلة للتطبيق في العمل القضائي.
أكد المؤتمر العالمي الرابع عشر للرابطة الدولية لقضاة اللاجئين والهجرة على أهمية التعاون القضائي الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية والقانونية المتزايدة، وعلى ضرورة تحديث الأطر القانونية، والاستفادة من التطور التكنولوجي بما يحفظ حقوق طالبي الحماية ويعزز فعالية أنظمة العدالة.
د.علي المبروك أبوقرين هناك لحظة حرجة في تاريخ الأمم تتوقف فيها عقارب الساعة على سؤال…
إن القطاع الصحي العام ليس مجرد مؤسسات تقدم العلاج أو تُدار بالموازنات السنوية ، بل…
د.علي المبروك أبوقرينإن الأوطان لا تقاس بارتفاع مبانيها ولا بحجم موازناتها ولا بعدد قراراتها ،…
جلال عثمان قد يتساءل البعض عن سبب اختيار مكان خارج ليبيا لانعقاد هذا الاجتماع التأسيسي…
د.علي المبروك أبوقرين منذ أن وُجد الإنسان على وجه الأرض ، كانت الصحة هبة الوجود…