من الأخير

هشام الصيد

 عدم الاهتمام بالمرافق الصحية التي تعتبر الخط الدفاع الامامي لمواجهة أي مرض بمنحها الإمكانيات التي تؤهلها من تقديم خدمة طبية للمرضى أصبحت المرافق الصحية لا تحمل من مواصفاتها سوى يافطة ومعاملات إدارية رغم تكدس العاملين فيها بمختلف تخصصاهم على خلاف الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الصحة  بوجودها في كل المناطق بالقرب من سكن المواطنين من اجل تخفيف العبء على المستشفيات وخاصة التعليمية والجامعية، وهذه استراتيجية متبعة في كل دول العالم.

وفي بلادنا الامور تسير عكس الاستراتيجية المتبعة في دول العالم تجد المرضى تلقائيا يتجهون لتلقي الخدمة في المستشفيات الكبرى مباشرة تاركين المرافق خلفهم لانهم على يقين بانها لن تقدم لهم خدمة طبية جيدة ، ولو تم الاستفادة منها بطريقة صحيحة لحققت الهدف الذي أنشئت من اجله.

وعلى سبيل المثال المستشفى الجامعي طرابلس مستشفى تعليمي ومن أكبر المستشفيات في ليبيا ويعتبر المرجعية الطبية الذي تحال اليه الحالات المعقدة  في كل التخصصات لمتابعتها من قبل المختصين وابداء الراي الطبي حولها وفي بعض الأحيان تقر اللجان العلمية  نقلها للعلاج في الخارج اذا لم يتوفر علاجها داخل ليبيا.

وفي واقع الحال فانه يقدم خدماته على مدار الساعة لكل المرضى  وفق الإمكانيات المتاحة بداية من قسم الاسعاف الذي يستقبل اكثر من الف حالة يوميا وحتى من يرتفع لديه ضغط الدم يتجه للجامعي طرابلس  لقياسه تاركا بالقرب من سكنه المرفق الصحي المتخصص في علاج الحالات الأولية.

ومن خلال تبادل اطراف الحديث مع عدد من المرضى حول التوجه للمستشفى الذين أكدوا بأنهم على ثقة بالحصول على خدمة طبية أفضل من المرفق الصحي الذي لن يجد فيه طبيب او ممرض ولاعلاج وفي بعض الأحيان يكون جهاز  قياس ضغط الدم عاطل.

و في بلادنا وعلى الرغم من وجوده أكثر من 1700 مرفق صحي موزعة توزيعا جغرافيا جيدا لم تتم الاستفادة منها بطريقة صحيحة حتى الان وتعاني تهميشا من عدم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية ماجعل المرضى يتوجهون لأقسام الإسعاف بالمستشفيات.

.

وبهذه الطريقة أصبحت أقسام الإسعاف بالمستشفيات تعج بالمرضى ومن يريد قياس ضغط الدم يتوجه للمستشفى تاركا المرفق الصحي الموجود بالقرب من سكناه لأنه على يقين لعدم وجود شيئا فيها سوى مجموعة من الأطباء وعناصر التمريض يتبادلون أطراف الحديث ولا يستطيعون تقديم خدمة للمريض بسبب النقص الذي يعانونه في الأدوية ومواد التشغيل وهذه احد الأسباب التي تجعل المرضى يتوجهون لتلقي العلاج في المرافق الصحية التي تعج بأعداد كبيرة من العاملين حيث وصل الكادر الوظيفي لبعضها لأكثر من 200 مابين عناصر طبية وطبية مساعدة وتسييرية ويتم توزيعهم للعمل على فترات تصل في بعض الأحيان ليوم أو يومين في الاسبوع في الوقت الذي يتطلب فيه منهم العمل بشكل يومي وفي مناوبات متفاوتة حسب المتعارف عليه في دوام الوظائف العامة وبسبب هذا التكدس وتدني مستوى الخدمات ونقص الامكانيات نجد اغلب مرافقنا الصحية لاتحمل من مواصفاتها سوى يافطة ومعاملات ادارية فقط، التي  بحاجة لوقفة جادة لإعادة احيائها حتى تمكن من  أداء المهام الموكلة لها بكل مهنية خدمة للمرضى بالقرب من مقار سكناهم.

منشور له صلة

اختتام النسخة الثالية للمنتدى المتوسطي الثالث لطب الأسنان بإيطاليا..

اختتمت خلال اليومين النسخة الثالثة من المنتدى المتوسطي الثالث لطب الأسنان والذي نظمه المنتدى الليبي…

20 ساعة منذ

تقرير فرنسي خطير: يجب منع الأطفال من استعمال الهواتف قبل هذه السن

كشف تقرير علمي فرنسي، عن نتائج صادمة تشرح ما يحدث للأطفال الذين يفرطون في استخدام…

يوم واحد منذ

بحضور دبلوماسي.. اجتماع مشترك للجمارك المصرية والليبية بغرفة تجارة الإسكندرية

الدكتور خطاب الساعدي قنصل عام ليبيا: الهدف من اللقاء الوصول لاتفاقيات مشتركة بين الجانبين استضافت…

يوم واحد منذ

المحلي للشباب ببلدية جنزور يختتم الدورة التدريبية لبرنامج “Microsoft Excel”

اختتم المجلس المحلي للشباب جنزور اليوم الاثنين الموافق 29 أبريل 2024 الدورة التدريبية لأساسيات استخدام…

يوم واحد منذ

الغذاء داء ودواء

    د.علي المبروك ابوقرين عشنا فترات عصيبة في أزمان الجفاف وشح الغذاء ، وأُطلق على…

يوم واحد منذ

القوى العاملة والصحة

د.علي المبروك ابوقرين بمناسبة عيد العمال من أهم ما يحتاجه العاملين هو البيئة الصحية الآمنة…

يوم واحد منذ