قد يتساءل البعض عن سبب اختيار مكان خارج ليبيا لانعقاد هذا الاجتماع التأسيسي !السبب بسيط وعملي، وهو حرص الجهة المنظمة على ضمان حضور جميع المدعوين وتوفير بيئة محايدة تسمح بالتركيز الكامل على مناقشة وإقرار الميثاق بعيدًا عن تعقيدات المشهد المحلي، فالهدف كان نجاح البداية، وليس مكانها.
علينا أن نتذكر دائمًا أن كل تحول عظيم وكل فكرة جذرية بدأت بشخص واحد، ثم التف حوله المؤيدون والمؤمنون بالفكرة، سواء كنا نتحدث عن تحولات سياسية كبرى، أو نظريات علمية غيرت العالم، أو الأديان السماوية، فديننا الإسلامي بدأ بشخص واحد (نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)، ثم التف حوله من آمن بالله ورسالته، فلنتجاوز “الأنا” ونتجه نحو الفكرة.
للأسف، تعاني الساحة الليبية من ظاهرة مؤسفة، وهي تسفيه أي مشروع أو مبادرة لمجرد أن الشخص المعترض لم يكن جزءًا من مرحلة التأسيس، وفكرة أن يكون مليون ناشط أو مؤثر أو صحفي حاضرين في اللحظة التأسيسية للميثاق هي فكرة طوباوية وغير واقعية، فالعمل المؤسس يتطلب عددًا محدودًا لصياغة الرؤية، والباب يُفتح لاحقًا للمشاركة والالتفاف، كما هو الحال بالنسبة للقوانين، التي لا ينتجها كامل الشعب.
دعونا نلتقي جميعًا حول الفكرة، ونتفرغ لمناقشة المخرجات التي جاء بها الميثاق، بدلاً من إضاعة الوقت في مناقشة “المُخْرِج” أو “المُؤَلِّف”.
وفي الجانب الإيجابي ومنذ صدور الميثاق أمس، رأينا استجابة إيجابية فورية من العديد من الصحفيين والنشطاء والأكاديميين الذين وقعوا على الميثاق بمجرد الاطلاع عليه، حتى وإن لم يحضروا الاجتماع التأسيسي، إيمانًا منهم بأهمية هذه الخطوة، وكانت القلة المعارضة تسأل ذات السؤال التقليدي “لماذا لم يكن فلان مدعوًا؟ وهو سؤال يخفي وراءه عادةً تساؤلاً واحدًا “لماذا لم أكن أنا من المدعوين؟”.
الميثاق الليبي لأخلاقيات الفضاء الرقمي هو مِلك للجميع لأنه جاء بمبادئ مثلى تدعو لدعم بيئة رقمية أكثر احترامًا ومسؤولية في ليبيا.
شهدت العاصمة الكينية نيروبي، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر 2025، انعقاد المؤتمر العالمي…
د.علي المبروك أبوقرين هناك لحظة حرجة في تاريخ الأمم تتوقف فيها عقارب الساعة على سؤال…
إن القطاع الصحي العام ليس مجرد مؤسسات تقدم العلاج أو تُدار بالموازنات السنوية ، بل…
د.علي المبروك أبوقرينإن الأوطان لا تقاس بارتفاع مبانيها ولا بحجم موازناتها ولا بعدد قراراتها ،…
د.علي المبروك أبوقرين منذ أن وُجد الإنسان على وجه الأرض ، كانت الصحة هبة الوجود…