التصنيفات: كتاب الرائ

قيمنا الثقافية إلى أين – الحلقة العاشرة

بقلم / خليفة الرقيعي

إيماناً منا بأن الثقافة هي المؤسس الرئيس والأهم لغرس مفاهيم التنظيم والتنسيق لأي نشاط اجتماعي ، سياسي ، اقتصادي ، مدني أو عسكري … فهي بالتالي تمثل حقيقة التحسن في الظروف التي تحيط بالمجتمع وتذليل كل ما يعترض ما هو إيجابي من عقبات وانحرافات ليعيش المجتمع على أكمل وجه .

وبناء على ما تقدم ذكره في الحلقات السابقة ، الثقافة هي الرسم والتخطيط النظري والعلمي على المستوى الفردي والجماعي لأي نشاط حياتي . مع أخذ ما تقدم في الاعتبار ، لابد من مراعاة فيما يخص مجهوداتنا واجتهاداتنا الثقافية مع الضرورة أن تكون لنا إمكانيات ثقافية تستهدف التصحيح والتحول إلى الأفضل وأن تكون خططنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نطاق أهداف وحدود ثقافتنا . بمعنى أن تكون جميع طموحاتنا ومجهوداتنا في إطار ثقافتنا يتم تحديد الجديد ووسائل التقديم النهائي لكل نشاط ليكون ضمن خطة تنموية ثقافية .

وكل ما تقدم ذكره يستوجب ضرورة وجود إمكانيات للتفكير العميق والبحوث والتجارب للوصول إلى جديد صائب في الرأي والعمل مع الأخذ في الاعتبار ضرورة مساهمة هذا وذاك إزاء أنواع ومستويات التنمية الثقافية . بمعنى ضرورة تحسين العملية التربوية الثقافية  وإتاحة الفرصة لحركة التفكير وتحسين أهدافنا ومحتوياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى من شأنها بعث الشعور بالثقة وشيوع الطمآنينة والابتعاد عن التقليد والتعقيد وإتباع أساليب المرونة لتنمية قدراتنا الابتكارية ولا نترك أمورنا الثقافية لتكون عن طريق الصدفة وإلاّ تتعارض مع سياسة وتوجيهات سبل التطور والنضوج الثقافي .

يترتب عن هذا المفهوم للثقافة ضرورة توفر القدرات اللازمة لتحقيق هذه المهام التنموية الثقافية … أي لابد أن يكون لرجال الثقافة قدرات متعددة واساسية . وتتصدر هذه القدرات القدرة على تحليل المشاكل الثقافية وتحديد الأهداف الثقافية  إلى مقومات سلوكيات وأساليب ونشاطات ولا تتوقف هذه القدرات على إعداد وتوفر الأدوات والوسائل … بل القدرة على التقدير الصائب والتفسير الناضج بكل نشاطات الثقافة لتكون المرآة لأهدافنا

وقبل هذا وذاك ،لابد أن تكون لدينا القدرة على تشخيص العوامل التي تحول دون تحقيق أهدافنا المنشودة حتى نستطيع تحديد نوعية وأحجام القدرة المطلوبة لعلاج ومتابعة النهج والمرونة لتصحيح الأخطاء ومواكبة نتائج التصحيح للوصول إلى الأمثل المطلوب .

لدينا من التراث الثقافي ذو التعدد في المزايا والاصالة … لكنه في حاجة على صقله صقلاً عصري . وهذا الصقل المعاصر لن يتحقق إلا نجاحات بخاماتوطنية موهوبة تستطيع تفعيل مؤسسات الدولة والجهات المعنية بالشأن الثقافي بشكل يكون المرتكز للعمل الثقافي الجديد الكفيل بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الإيجابية التي يزخر بها تراثنا الروحي والمادي .

منشور له صلة

جامعة سبها تستضيف ورشة تدريبية في مجال التخطيط الاستراتيجي لجامعات المنطقة الجنوبية

بعنوان (التخطيط الاستراتيجي أداة الجامعة نحو تحقيق رسالتها لبلوغ رؤيتها) . جامعة سبها تستضيف ورشة تدريبية…

16 دقيقة منذ

الأحوال الجوية طقس معتدل على أغلب مناطق البلاد مع تكاثر للسحب وسقوط أمطار متفرقة ببعض المناطق

 الأحوال الجوية المتوقعة على ليبيا هذا اليوم السبت 04-05-2024 وخلال اليومين القادمين. طقس معتدل على…

21 دقيقة منذ

مدينة ترهونة تستضيف المشاركين بالتجمع الأول لهواة وملاك السيارات الكلاسيكية بالوطن العربي وشمال أفريقيا

ضمن فعاليات التجمع الأول لهواة وملاك السيارات الكلاسيكية بالوطن العربي وشمال أفريقيا والذي ينظمه ويشرف…

16 ساعة منذ

اختتام النسخة الثالية للمنتدى المتوسطي الثالث لطب الأسنان بإيطاليا..

اختتمت خلال اليومين النسخة الثالثة من المنتدى المتوسطي الثالث لطب الأسنان والذي نظمه المنتدى الليبي…

3 أيام منذ

تقرير فرنسي خطير: يجب منع الأطفال من استعمال الهواتف قبل هذه السن

كشف تقرير علمي فرنسي، عن نتائج صادمة تشرح ما يحدث للأطفال الذين يفرطون في استخدام…

3 أيام منذ

بحضور دبلوماسي.. اجتماع مشترك للجمارك المصرية والليبية بغرفة تجارة الإسكندرية

الدكتور خطاب الساعدي قنصل عام ليبيا: الهدف من اللقاء الوصول لاتفاقيات مشتركة بين الجانبين استضافت…

3 أيام منذ