كتاب الرائ

سارقو الفرح!

بإختصار

عصام فطيس

لم تكد تمر ساعات على ما نشرناه في الموقع الالكتروني لصحيفة ليبيا الاخبارية عن قرب اختتام جلسات ملتقي الحوار الليبي في تونس وسط انباء متداولة بقرب التوصل لاتفاق ملزم للأطراف الليبية المتناحرة والمتصارعة على السلطة، خرجت علينا السيدة ستيفاني ويليامز ممثل الامين العام المقيم للأمم المتحدة في ليبيا معلنة عن تأجيل الجلسة لأسبوع آخر وهذه المرة عبر تطبيق زووم!

ما الذي حدث في الفورسيزون؟ ولماذا أعلنت السيدة ستيفاني عن تأجيل جلسة الحوار إلي الاسبوع المقبل؟ وهل يعني هذا التأجيل العودة للمربع الاول، ومواصلة الغرق في الفوضى؟

ومن هم المسؤولون عن هذا التأجيل؟ وإلي أين يريدون أن يصلوا بِنَا؟

وكيف ستتعامل البعثة الاممية مع الذين عرقلوا التوصل لاتفاق جديد لحل الازمة الليبية؟

ما تسرب من كواليس الحوار  بين وبشكل واضح وجلي خروج الامر عن نطاق سيطرة البعثة التي لم تتمكن من إحكام قبضتها على مقر انعقاد الاجتماعات في فندق الفور سيزون ، وكان من المفترض ان تمنع تواجد اي اطراف غير اعضاء الملتقي في الفندق ، الذي   تحولت ردهاته الي  غرف عمليات لأطراف سعت بقوة لعرقلة الحوار ، من خلال وضع العراقيل امام المشاركين ، والتي تنوعت ما بين تلاعب وضغوطات وإغراءات  وترغيب وترهيب ، مما مكنهم في نهاية الامر  من التأثير على ذوي النفوس الضعيفة  الذين نجحوا في وضع العصي في الدواليب لتشهد الجلسة الختامية للملتقي هرجا ومرجا وتفشل البعثة الاممية في الوصول بها الى بر الامان بالإعلان عن التشكيلة الرئاسية والحكومية الجديدة ، وتبقي الاحوال على ماهي عليه !

عملية تأجيل الإعلان النهائي لجلسات حوار تونس  وإن كان ظاهرها خلاف على أسماء بعض المرشحين للمناصب السيادية والقيادية ، الإ أن جوهرها اكبر من ذلك بكثير ، فالصراع  الان هو  صراع بين من يريدون ويسعون إلى  قيام دولة على اسس ديمقراطية يحترم فيها المواطن ويعيش بأمن وأمان  ، ومن يريدون إستمرار حالة الفوضى والنهب والسرقة ،  الذين ذهبوا الى الحوار سعيا لقيام الدولة تسلحوا بالأماني وبدعوات الليبيين الذين تعبوا من الحرب والموت والدمار ، والذين ذهبوا لعرقلة الحل تسلحوا  بأيدولوجيات واجندات  ومال سياسي فاسد  سخروه بكل قوة لضرب الملتقي وتمكنوا من ذلك ، وسرقوا الفرح من الليبيين .

الكرة الان في ملعب البعثة الاممية، عليها ان تعمل خلال هذا الاسبوع إما إلى إقناع سارقي الفرح بالطريقة التي تراها مناسبة برويتها للمرحلة القادمةً وإما ان تلجأ الى الخطة باء، وتلك حكاية اخري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى