التصنيفات: كتاب الرائ

بداية الغيث

هشام الصيد

 من الأخير

خطوات جادة اتخذتها وزارة الصحة مؤخرا متمثلة في وكيلها العام الدكتور ” محمد هيثم عيسى”، ومدير الشؤون الطبية الدكتور “الطاهر عبدالعزيز” وإدارة المشروعات والإدارات الأخرى بدخول العديد من المستشفيات مرحلة صيانة شاملة وتحوير وتزويدها بكافة المعدات والمستلزمات الطبية في خطوة يهدف من خلالها إعادة الثقة في الطبيب الليبي وتوطين العلاج بالداخل . فهذه الخطوات الجادة والعمل المضني الذي استمر لأكثر من عامين في دعم المستشفيات من اجل النهوض بها واستعادة عافيتها التي فقدتها طيلة السنوات الماضية بسبب عدم تسيل ميزانية للمستشفيات بشكل خاص ووزارة الصحة بشكل عام عاد بالسلب على الخدمات التي تقدم للموطنين . فالمريض عندما يحضر للمستشفى بداية من الوهلة الأولى في قسم الإسعاف لم يجد سوى طبيب يقدم له الخدمة من حيث الكشف فقط ويطلب منه توفير كل الاحتياجات على نفقته الخاصة بداية من إجراء التحاليل لعدم توفير مواد التشغيل وإذا استلزم الأمر إجراء صورة أشعة يطلب منه كذلك إجراءها في المركز المقابل لعدم وجود أحماض وصولا للعلاج لافتقاد صيدليات المستشفيات العامة حتى لعلاج البنادول، ولانريد هنا الحديث عن النقص الحاد في التطعيمات وحالة الهلع التي أصابت أولياء الأمور بسبب التأخير في توفير تطعيمات أطفالهم فلذات أكبادهم والمضاعفات المترتبة عليها على الرغم من التطمينات التي يقدمها المختصين في المركز الوطني لمكافحة الأمراض لعدم وجود ضرر من التأخير .

 

فهذه السنوات العجاف ألقت بظلالها على المرضى وجعلتهم يفقدون الثقة في الطبيب الليبي الذي يحاول جاهدا تقديم خدمة للمريض وفق الإمكانيات المتاحة بسبب حالة التقشف التي انتهجتها الحكومات السابقة حفاظا على الميزانية العامة للدولة، في حين تقوم بصرف مئات الملايين على الأثاث المكتبي والمهايا والعمل الإضافي للمسؤولين، في الوقت التي كان يجب عليها منح ميزانية مفتوحة ووضع الصحة ضمن حالة الطوارئ وخط أحمر لايمكن تجاوزه ومن تم المحاسبة على أوجه الصرف بالطرق المالية والقانونية المتعارف عليها. وعندما يبقى المريض في حالة تخبط بين مطرقة القطاع العام الذي يقدم له الأعذار بكلمة ” الله غالب مافيش علاج ، مافيش تمريض، مافيش سرير”، وسندان القطاع الخاص الذي استغل الموقف مما يحدث وامتص مافي جيبه من نقود مقابل الحصول على خدمة طبية بأسعار خيالية في الوقت التي كان عليه الحصول عليها من المستشفى العام بكل سهولة ويسر. فكان لزاما على المسؤولين في وزارة الصحة من اتخاذ موقف لإنعاش المستشفيات وإعادة إحيائها من جديد لخدمة المرضى وتقديم خدمة طبية ذات جودة تليق بآدميتهم و بداية الغيث من اجل أعادة الثقة في الطبيب الليبي وتوطين العلاج بالداخل  .

 

منشور له صلة

مشاركة ليبية بالمؤتمر العالمي الرابع عشر للرابطة الدولية لقضاة اللاجئين والهجرة في نيروبي

شهدت العاصمة الكينية نيروبي، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر 2025، انعقاد المؤتمر العالمي…

4 أسابيع منذ

الرؤية الصحية الطويلة الأمد

د.علي المبروك أبوقرين هناك لحظة حرجة في تاريخ الأمم تتوقف فيها عقارب الساعة على سؤال…

4 أسابيع منذ

الصحة التعليمية

هناك لحظة خفية تبدأ فيها الحكاية ، لحظة لا يسمعها أحد ، حين تنبض خلية…

شهر واحد منذ

الدور السيادي والنهضوي للقطاع الصحي

إن القطاع الصحي العام ليس مجرد مؤسسات تقدم العلاج أو تُدار بالموازنات السنوية ، بل…

شهر واحد منذ

المؤشرات الصحية

د.علي المبروك أبوقرينإن الأوطان لا تقاس بارتفاع مبانيها ولا بحجم موازناتها ولا بعدد قراراتها ،…

شهر واحد منذ

لماذا إسطنبول؟

جلال عثمان قد يتساءل البعض عن سبب اختيار مكان خارج ليبيا لانعقاد هذا الاجتماع التأسيسي…

شهر واحد منذ