المياه النقية الصالحة للشرب تعتبر من الركائز الأساسية والجوهرية للصحة العامة ، لأنها تساهم مباشرة في الوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة مثل الكوليرا والتيفوئيد والدسنتاريا وغيرها من الأمراض التي تسببها المياه الملوثة ، والمياه ضرورية للإنسان لدورها في تنظيم درجات حرارة الجسم ونقل العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات وتشكل النسبة الأكبر في جسم الإنسان ، وتوفير المياه الصالحة للشرب ، والتعامل الصحي الصارم مع سلاسل الإمداد المائية يعكس كفاءة النظام الصحي والحكم المحلي ، ويعتبر من المؤشرات الأساسية لقياس جودة الحياة للمجتمعات ، ولهذا من الضروريات الحياتية العمل على توفير مياه نقية صالحة للشرب وكافية لكل الناس على كامل التراب والجغرافيا والديموغرافيا وبعدالة في التوزيع والجودة ، والتي تتطلب حماية مصادر المياه كالأنهار والأودية والينابيع والعيون والبحيرات والمياه الجوفية ، وحمايتها من التلوث الصناعي والزراعي والمخلفات البشرية ، وكذلك المعالجة والتنقية وفق المعايير المعتمدة محليا ودوليا باستخدام تقنيات متطورة لازالة الشوائب البيولوجية والكيميائية والفيزيائية ، ومراحل التخزين والنقل بكل الوسائل والوسائط التي منها شبكات الانابيب والخزانات التي يجب أن تتوفر فيهم كل الشروط الصحية والمعايير المعتمدة ، ومراقبة مستمرة ودائمة لجودة المياه عبر منظومة من محطات الاختبار الموزعة على طول خطوط التوزيع من المصدر للمستهلك ، ولهذا بالضروره القصوى وجود تشريعات وقوانين وتشديد العقوبات ضد كل من يعمل على تلوث مصادر المياه والتعدي عليها ، وتداول المياه بالمخالفة ، مع ضرورة وجود معايير محلية معتمدة بجانب المعايير الدولية لمياه الشرب تحدد المواصفات الميكروبيولوجية والفيزيائية والكيميائية للمياه ، مع التفتيش والمراقبة والاختبارات الدورية المنتظمة على مصادر المياه ومحطات التنقية ، ونظام رقابي فعال للكشف المبكر عن التلوث مع المعالجة الفورية ، ووضع خطط للاستجابة السريعة في حال حدوث تلوث مياه الشرب في الكوارث الطبيعية ، مع توفير بدائل مؤقتة في حالات الطوارئ ، وضرورة التوعية المجتمعية المستمرة حول الحفاظ على مصادر المياه والطرق الصحية الآمنة لتخزين المياه ونقلها واستخدامها ، وعلى الجهات الرسمية المسؤولة وضع الضوابط الصارمة لتداول مياه الشرب لضمان سلامتها وحسن إدارتها من النواحي الصحية والاقتصادية والتجارية ، وفرض رقابة مكثفة وشديدة على جودة المياه المنتجة والموزعة وفق المعايير ، مع ضرورة اشتراط التراخيص لجميع المنشآت التي تنتج أو تعبئ أو تنقل أو تبيع المياه ، وضرورة إجراء الفحوصات الدورية والعشوائية لمياه الشرب في المختبرات الحكومية المعتمدة للتأكد من خلوها من الملوثات ، وضمان سلامة العبوات والأدوات والمواد المستخدمة في التعبئة والتخزين والنقل ، وتحديد الأسعار العادلة لمياه الشرب التي تتوازن بين تكلفة الإنتاج وقدرة المستهلك ومراعاة الفئات المحدودة الدخل والمرضى ، ومراقبة المنافسة ، ومنع الاحتكار وضرورة الالتزام بتبيان مصدر المياه ومكوناتها وتاريخ الإنتاج على العبؤة للشفافية ومكافحة الغش التجاري والتلاعب بصلاحية وجودة المياه ، وضمان توفير المياه الصالحة للشرب مصدر الحياة ، لعموم الناس وبالمنشآت التي تقدم خدمات غذائية أو صحية أو ترفيهية للجمهور ، وضمان استخدام مياه مطابقة للشروط والمواصفات الصحية في إعداد الطعام والمشروبات ، وغسل الأدوات والتنظيف ، مع ضرورة تنظيف وتعقيم خطوط المياه والخزنات وتركيب الفلاتر أو أنظمة التنقية للمياه معتمدة في أماكن التحضير عند اللزوم لذلك ، وهام جدا توفير المياه ذات جودة عالية بالمستشفيات والمصحات والمختبرات وخاصة بأقسام العمليات والعنايات والطوارئ وأقسام الغسيل الكلوي ، والمراقبة الصارمة للمياه المستخدمة في تحضير الأدوية ، وفي التنظيف والتعقيم ، والالتزام بمستويات دقيقة من النقاء الميكروبي والكيميائي وفق المعايير الطبية ، وكذلك ضرورة سلامة المياه المستخدمة بالفنادق داخل الغرف والمطاعم واحواض السباحة والمنتجعات الصحية ، وعلى الجهات المسؤولة والرقابية التأكد من توفر مياه صالحة للاستخدام في الأسواق ومحلات البيع في التنظيف وغسل المنتجات الغذائية ، وضمان توفر مياه نقية للبائعين والعمال وارباب العمل لأنهم في نقاط تماس مع الجمهور وأي خلل في جودة المياه أو تلوث يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية والخطيرة ، المياه ضرورة وحاجة حياتية ماسة يجب توفرها بالكم والكيف والجودة ، وان تكون نقية وصالحة للاستخدام ومطابقة للمواصفات والمعايير المحلية والدولية ، والا ستكون المياه هي مصدر الخطر والعدوى والأمراض ، لولا وجود الماء لما كانت الحياة ،
د.علي المبروك أبوقرين
شهدت العاصمة الكينية نيروبي، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر 2025، انعقاد المؤتمر العالمي…
د.علي المبروك أبوقرين هناك لحظة حرجة في تاريخ الأمم تتوقف فيها عقارب الساعة على سؤال…
إن القطاع الصحي العام ليس مجرد مؤسسات تقدم العلاج أو تُدار بالموازنات السنوية ، بل…
د.علي المبروك أبوقرينإن الأوطان لا تقاس بارتفاع مبانيها ولا بحجم موازناتها ولا بعدد قراراتها ،…
جلال عثمان قد يتساءل البعض عن سبب اختيار مكان خارج ليبيا لانعقاد هذا الاجتماع التأسيسي…