السياسة التي أفسدت ربيعنا-
الهادي شليق –
الربيع لم يعد ربيعا بعد إقحامه في العملية السياسية وتشويه صورته الجميلة التي ارتبطت بمخيلتنا منذ نعومة أظافرنا وتضرج بالدم والإرهاب والقتل والعنف وضياع السيادة واذلال البشر وتقسيم الأوطان … لم نسمع عن ربيع أوربي أو ربيع أمريكي أو ربيع اسيوي ما وصلنا فقط ربيع عربي قذفوا به إلينا مستغلين لهفتنا وشوقنا إلى التغيير وتعطشنا للديمقراطية وحاجتنا إلى حقوق الإنسان فتلقفناه دون وعي ودراسة وتمحيص وتبيان وبلعنا الطعم ووقعنا في المصيدة . صحيح اننا أسقطنا زعامات أو أسقطهم من دبر الأمر بليل واعتقدنا اننا تنفسنا الصعداء وتحررنا وحررنا الوطن فإذا بالأوطان تفقد سيادتها وإذا بالشعوب تتقاتل وإذا بالمجتمعات تتصدع وإذا بالنسيج الاجتماعي يتمزق وإذا بالبنية التحتية والفوقية تنهار وإذا بالطامعين وأصحاب السوء في الداخل والخارج ينهشون اوطاننا ويعيثون فيها فسادًا وينهبون خيراتنا .
لقد تنبهنا بعد فوات الأوان ان الربيع لم يكن الربيع الذي نبحت عنه ونتعطش اليه بل ربيعهم الذي أرادوه ونسجوا خيوطه في اروقة مخابراتهم وألقوا به إلينا … نعم كنا نبحت عن الديمقراطية الحقيقية وليست المزيفة ونريد أوطانا كما نحلم بها مثل اوطانهم ونريد إعلامًا شبيهًا بإعلامهم لا يقدس الفرد ويمارس هامشا من الحرية لم يتوفر لنا .
كنا نحلم ونحلم ونحلم وإذا بأحلامنا تتبخر على صخرة الواقع لنفيق على هول ما شاركنا في صنعه وحولنا الربيع العربي إلى فزاعه تخيف بها الحكومات شعوبها وتحذرهم من هولة وهم لها مستجيبون بعدما عايشوا واقع الأوطان التي غمرها طوفانه والذي نرجو ان تكون الجزائر خارج دائرته وان يتعظ الجزائريون ويأخذوا العظة والعبرة ويفرضوا ربيعهم الذي يريدونه لا ربيع غيرهم .
